الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا يخدعوكم بالوعود الكاذبة

بواسطة azzaman

لا يخدعوكم بالوعود الكاذبة

 

سامي الزبيدي

 

التظاهرات التي انطلقت شرارتها من البصرة ثغر العراق الباسم الذي حوله الفاسدون والسراق من السياسيين والمسؤولين الى ثغر العراق  الحزين الباكي وانتقلت الى باقي محافظات الجنوب والفرات الأوسط لم تكن الأولى فمنذ أكثر من عشرة أعوام أي منذ حكومة المالكي الأولى  والتظاهرات المطالبة بالحقوق وبالخدمات الأساسية وإصلاح العملية السياسية ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين والحد من البطالة والمحسوبية في التعيينات لن تتوقف إلا بعد وعود من الحكومة للمتظاهرين وللأسف كانت كاذبة بتنفيذ مطالبهم وأنها شكلت لجان لتنفيذ هذه المطالب وما ان تنتهي التظاهرات التي تحول اغلبها الى اعتصامات حتى تتنصل الحكومة عن وعودها ولا تنفذ أي مطلب من مطالب المتظاهرين والمعتصمين وتذهب دماء الشهداء والجرحى من المتظاهرين والمعتصمين الذين يسقطون بنيران القوات الأمنية وتذهب جهودهم أدراج الرياح لذا نقول لأبناء شعبنا في المحافظات التي خرجت بها التظاهرات مطالبة نفس مطالب تظاهرات السنين السابقة وهي الكهرباء والماء الصالح للشرب والحد من البطالة ومحاسبة سراق المال العام والفاسدين والمفسدين هل تم تحقيق أي مطالب من هذه المطالب ؟ طبعا كلا , إذن فلا توقفوا تظاهراتكم هذه المرة بمجرد إطلاق الوعود من المسؤولين في الحكومات المحلية وفي الحكومة الاتحادية ولا يصيبنكم الخدر بتشكيل اللجان وعقد الاجتماعات فلا توقفوا تظاهراتكم إلا بعد تنفيذ مطالبكم وتلمسوا تنفيذ المطالب لمس اليد وعلى ارض الواقع وكما يقول المثل الشعبي ( لا تكول سمسم إلا تلهم ) فإذا لم تتحقق المطالب  بوصول الماء الصالح للشرب خصوصا لأهلنا في البصرة وانتظام التيار الكهربائي ودوام الشباب العاطلين عن العمل في الدوائر ومحاسبة الفاسدين واللصوص الذين سرقوا أموال الشعب وثروات الوطن وإلقائهم خلف القضبان لا توقفوا تظاهراتكم بل زيدوا من زخمها كي لا تُستغفلوا مرة أخرى كما استُغفلتم في السنين الماضية , فمن غير المعقول ان يبقى العراقيون يتحملون حر الصيف القاتل خمسة عشر عاما وبدون كهرباء بعد ان سرق اللصوص الأموال المخصصة لقطاع الكهرباء وحولوها الى حساباتهم  المصرفية وهي أكثر من خمسين مليار دولار, وها هي مصر التي لاتصدر أربعة ملايين برميل نفط  يومياً كما يصدر العراق إيراداتها تعادل ميزانية دول عربية وآسيوية وافريقية افتتح رئيسها السيسي قبل أيام ثلاث محطات كهربائية كبرى طاقة الواحدة منها أكثر من ألف ميكا واط وكلفة الواحدة منها مليار دولار نفذتها شركة سيمنس الألمانية والعراق بدلا من ان يبني محطات الكهرباء ينفق سنويا مئات الملايين من الدولارات لشراء الكهرباء من إيران ومئات أخرى لشراء وقود من إيران لمحطاته الكهربائية هل يعقل هذا فبدلا من ان نبني مصافي نستورد الكاز والبنزين وبدلا من ان نبني محطات كهرباء  نستورد الكهرباء من إيران إلا يوجد رجل رشيد في هذه الطغمة السياسية الجاثمة على صدور العراقيين يقول  بدلا من ان نستورد الكهرباء نبني محطات وخلال عام واحد بإمكان العراق بناء عشرات المحطات وهناك شركات هندية وكورية لديها الاستعداد لبناء محاطات وليس محطة واحدة خلال عام واحد ان لم أقل أقل من عام وتنتهي أزمة الكهرباء  أم ان العملية مقصودة لتستفيد منها الأحزاب المتنفذة والسياسيين والمسؤولين الفاسدين وإحدى دول الجوار, ثم لماذا لم يتم انجاز مشروع ماء الفاو الذي خصصت له حكومة المالكي عشرات المليارات من الدولارات ولم ينفذ الى يومنا هذا ومن سرق أمواله ؟ ان خدمات الماء والكهرباء من أبسط الخدمات التي تقدمها حتى الدول الأفريقية الفقيرة لمواطنيها وشعب المليارات والنفط محروم منها .

خدمات الرعاية

ان شعبنا يتطلع الى خدمات الرعاية الاجتماعية التي لا تبقي فقير في العراق ولا تبقي مواطن بدون راتب ويتطلع الى البناء والأعمار وتوفير السكن اللائق والمجاني للفقراء والى الخدمات الصحية  المتطورة والمجانية والى تطوير التعليم بكل مستوياتها والى الخدمات البلدية الجيدة والى باقي الخدمات الاجتماعية و العلمية والثقافية وحتى الترفيهية أسوة بدول الجوار النفطية التي لا تصدر نصف ما يصدره العراق لكنها تفوقنا في كل الخدمات وفي مستوى المعيشة بل وفي كل شئ , فإلى متى تسرق أموال العراق والى متى تنهب ثروات العراق من مجموعة أحزاب وكتل طائفية ومن يسمون أنفسهم سياسيين ويجوع العراقيين ويحرمون من ابسط الخدمات ومن الحياة الحرة الكريمة بالاستغلال الأمثل لأموال الوطن وثرواته ؟ سؤال يتوجه به العراقيون الى الأحزاب التي هيمنت على البلد منذ خمسة عشر عاما ولم تقدم إلا الخراب والدمار ؟ ألا يكفيكم سرقات ونهب ؟ ومتى تشبعوا ؟ومتى تلتفتون الى شعبكم الذي أوصلكم الى السلطة والحكم ؟ فيا أبناء شعبنا لا تتوقفوا عن التظاهرات السلمية إلا بعد تحقيق مطالبكم المشروعة وهي حقوقكم وليست منة من أحد وحافظوا على أموال الدولة وممتلكاتها لأنها ملك الشعب ولا تسمحوا للمندسين وأذناب الأحزاب المتسلطة من الدخول بين المتظاهرين والإساءة الى تظاهراتكم وحرفها عن أهدافها لأنهم يريدون تشويه تظاهراتكم وإفشالها لأنها تقض مضاجعهم وترعبهم وتشعرهم بدنو أجلهم ولا تركنوا للوعود الكاذبة كما حدث في تظاهرات السنين السابقة .


مشاهدات 719
أضيف 2018/07/29 - 6:16 PM
آخر تحديث 2024/06/25 - 8:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير