السدود التركية والإيرانية تقتل أهوار العراق
سعاد ناجي العزاوي
أهوار العراق التي شملتها حماية المناطق التراثية والثقافية العالمية سنة 2016 عن طريق اليونيسكو تعاني من الجفاف وتموت تدريجياً..
تتذكرون كيف حبكت أمريكا ودول الناتو تهمة قيام النظام الذي سبق الاحتلال في العراق بتجفيف الأهوار في تسعينيات القرن الماضي تمهيداً لاحتلال العراق؟؟ الدول نفسها التي دعمت، ماليا وتكنولوجيا، بناء تركيا 22 سداً و19 محطة توليد طاقة كهربائية وأنفاق مائية سعتها الاستيعابية 144 مليار متر مكعب من المياه، أي ثلاث مرات الحجم السنوي لمياه دجلة والفرات التي تصل إلى العراق. وفي بداية التسعينيات تلك ملأت تركيا سد اتاتورك وتسع سدود أخرى لأن العراق كان تحت الحصار فجفت 60 بالمئة من أهوار العراق خلال عشر سنوات ثم ملأت ايران سنة 1998 سد الكرخة وأغلقت وصول مياه نهر الكرخة الذي يغذي هور الحويزة المشترك بينها وبين العراق فجفت 80 بالمئة من أهوار العراق. اضطر العراق لشق أربع قنوات لنقل المياه العذبة لنهر دجلة، قبل أن تدخل و تختلط بصبخة الأهوار الجافة المالحة وتصبح غير صالحة للشرب وهي قنوات سميت، حينها: (وفاء القائد ونهر العز وقناة أم المعارك وتاج المعارك) لتستطيع محافظات البصرة والناصرية وميسان شرب مياه عذبة وسقي الحيوانات والمزروعات. اتهمت الأمم المتحدة المنظمة الفاسدة بالاتفاق مع أمريكا التي فرضت الحصار الاقتصادي وقتلت اكثر من مليون عراقي حكومة العراق بتجفيف الاهوار وشنت حملة ظالمة ضد العراق وذلك كله من اجل التمهيد لاحتلاله ووضع منطقة الاهوار تحت الإشراف الدولي لأن أكثر من 50 بالمئة من حقول النفط العملاقة تحت هذه الاهوار. بعد الاحتلال تم كسر حواجز نهر العز لترجع بعض مياه دجلة إلى الاهوار وطلبوا من تركيا فتح بوابات السدود لإغراق المنطقة أمام الكاميرات وإقناع العالم أن هذه القنوات هي المسؤولة عن جفاف الاهوار. بعد انتهاء الاستعراضات التلفزيونية رجعت 70 بالمئة من مساحات الاهوار جافة لأن السبب الحقيقي هو قطع تركيا وإيران لمياه الموجات الفيضانية التي كانت تغذي اهوار العراق بنحو 25 مليار متر مكعب من المياه. علماً أن قنوات وفاء القائد سميت البدعة ولم يتم إلغاؤها لأنها المصدر الوحيد لمياه الشرب لنحو مليونين ونصف من سكان البصرة والناصرية ولو كانت هي السبب في جفاف الاهوار لماذا لم يتم الغاؤها؟؟ وكذلك بقية القنوات لازالت موجودة ويتم إنعاش هور الحمار من مياه النهر الذي أطلق عليه اسم الرئيس الراحل صدام حسين والذي اتهموا العراق بانشائه لتهجير عرب الاهوار.؟؟ من هنا يتبين حجم المؤامرة الدولية على العراق والمشاركين في التخطيط لها وتنفيذها.
{ أستاذ مشارك في الهندسة البيئية