الكاظمي يستقبل جرحى تشرين ويرمي ملف تعويضاتهم على البرلمان
الخريجون يتظاهرون على التعيينات والقوات الأمنية تستنفر وتقطع الشوارع
بغداد - رحيم الشمري
تظاهر مئات الخريجين من حملة الشهادات العليا والبكالوريوس امام وزارات النفط والموارد المائية والداخلية في شارع فلسطين ، مطالبين بإنصافهم بالتعينات التي يجري توزيعها بحسب وصفهم بين الشخصيات السياسية والأحزاب. وطوقت قوات كبيرة من طوارئ الشرطة وحفظ النظام المحتجين والمتظاهرين ،كما قامت بقطع جسر الشهداء ومنطقة الشواكة وجزء من شارع فلسطين ، دون استجابة لمطالب المتظاهرين .وانتقدت رونق حمود، بكلوريوس هندسة مدنية خلال التظاهرات (قيام وزارة النفط بإصدار قوائم تعينات بالمئات دفعت معظم الاسماء من الاحزاب والشخصيات السياسية مقابل رشا فساد) على حد تعبيرها.
إقامة إنتخابات
واضافت انه (حتى العقود التي تجري في الوزارات الاخرى تتم بين الوزراء والوكلاء والمدراء العامين ، وضغط النواب وبعلم من رئيس الحكومة الذي انشغل بالإصرار والضغط باقامة انتخابات محكوم مسبق على نتائجها بعدم مشاركة 90 بالمئة من الشعب ، نتيجة فقدان البيئة المباركة واقناع الراي العام والجمهور)، واشارت الى ان (التظاهرات ستتصاعد وتستمر والنتيجة بصالح الحق والشباب المحتج على اوضاع مأساوية باطلة ، والحكومة ورئيس الوزراء منشغلين بتلبية مطالب الاحزاب ومن أوصلهم للسلطة ، تاركين الخريجين يعانون من البطالة والفقر والبحث عن فرص العمل والرزق). كما قطع مئات المحتجين الشارع الرئيس امام هيئة التقاعد العامة في الاربعاء الماضي ، احتجاجا على تدني الرواتب وتاخير الصرف ، وروتين البطاقة الالكترونية وارتفاع نسبة القطع المالي . وقال المستشار القانوني المتقاعد علي العبيدي ان (تدني الراتب التقاعدي وصعوبات العيش والقرار الخاطئ الحكومي برفع سعر صرف العملة الوطنية مقابل الاجنبية ، المتعمد بالاضرار بالطبقات والشرائح المحدودة الدخل والفقيرة ، جعل مبلغ مئة الف دينار تكون بقيمة 70 الف نتيجة ارتفاع اسعار الصرف وانعكاسه على متطلبات الحياة من الدواء والغذاء وكافة الاجور)، واضاف ان (الاحتجاجات جاءت نتيجة تاخير الراتب التقاعدي لأيام مما يجعلنا امام مواقف صعبة لمحدودية الدخل والمصروف اليومي ، والروتين القاتل بالبطاقات الالكترونية للشركات الخاصة ومصارف الرشيد والرافدين وارتفاع نسبة الاستقطاع المالي).
وتعهد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، لجرحى تظاهرات تشرين، بتحمل المسؤولية ومتابعة قضاياهم الانسانية، مضيفا ان البرلمان رفض قرار تعويض ضحايا التظاهرات ومعالجة الجرحى. فيما اجتمع الكاظمي من جهة رئيس الجمهورية برهم صالح من جهة أخرى مع المبعوثة الدولية بلاسخارت حول دعم الانتخابات العراقية التي اكدوا اهميتهما المتأتية من اجماع عراقي وتظاهرات المطالب في تشرين . وقال الكاظمي خلال استقباله عدداً من جرحى تظاهرات تشرين، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي (خرجتم من أجل مطالب واقعية، من أجل حياة كريمة، لكن للأسف تعرضتم لاعتداءات وأصبحنا جميعاً في وضع لا نحسد عليه) وبين ان (المطلوب ما بعد 2003 أن نتعلم من تجاربنا مما مر به العراق من دكتاتورية بشعة، ونعمل على أن لا يتكرر ما حصل، لكن تكرر بسبب ابتعاد الحكام عن الإحساس بالمسؤولية تجاه بلدهم وشعبهم(. واضاف ان )العراق بلد يستحق أن يكون مواطنوه بوضع أفضل من الوضع الحالي بكثير، و لقد جئنا في ظروف استثنائية، وحاولنا أن نبحث عن حقوقكم كاملة غير منقوصة، وأصدرنا قراراً في مجلس الوزراء لتعويض ضحايا التظاهرات ومعالجة الجرحى، ومما يؤسف له أن البرلمان رفض). وتابع إننا (نواصل الليل بالنهار من أجل التأسيس لمبدأ بسيط، وهو إعادة الاعتبار لكل عراقي، ويجب أن نكون متفائلين حتى في الظروف الصعبة، و لقد تحملتم المسؤولية نيابة عن العراقيين كلهم، و بعثتم برسالة إلى المجتمع الدولي أن لدينا فرصة للتغيير).
تحقيق مطالب
واوضح الكاظمي ان (بعض مطالبكم قد تحقق بالفعل، فيما يخص العنوان أو الشعار الوطني، والحمد لله نحن في طريقنا إلى الانتخابات المبكرة، نتمنى أن ننجح في تغيير واقعنا، البعض منكم يقول: على ماذا حصلنا غير كرسي متحرك ومشكلات صحية، لكننا نعمل بكل جدية على تحقيق ما تطالبون به). واستكمل بالقول: (سبق أن التقيت ببعض جرحى التظاهرات، وأرسلنا البعض للعلاج على حساب الدولة، أو تم استقبالهم من دول صديقة، لن نقصر معكم، وما نقوم به من جهد لا يساوي ما أديتموه في الواقع). وشدد على انه (لن يكون لدينا استسلام للقدر، وأنا متفائل بالمستقبل، وسيكون أفضل، والانتخابات ستأتي بحكومة تتمتع بالمسؤولية تجاه المواطنين، وتتمتع بأدوات وآليات لتذليل العقبات أمامكم). واختتم الكاظمي حديثه بالقول (كإنسان عراقي أتحمل المسؤولية تجاهكم، أنتم بمثابة أبنائنا وأولادنا، من هذا الموقع، أو من غيره يجب أن نتحمل المسؤولية، وأتعهد بمتابعة قضاياكم الإنسانية، هذا وعد لكم).