الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الكتابة بعصفور واحد

بواسطة azzaman

الكتابة بعصفور واحد

مجيد السامرائي

 

عصافير بطني‮ ‬تزقزق‮ .. ‬اود الكتابة تحت هذا الهاجس‮! ‬كنت انوي‮ ‬محاورة سيــــــــدة واستاذة في‮ ‬التنمية البشرية مسماها الوظيفي‮ (‬مدربة سعـــادة‮ ) ‬اشـــــــترطت ان تكون بمفردها لا ترضى بالشراكة ولا الاشــــــراكية ولا حتى الاشـــــــتراكية التي‮ ‬لم تدم في‮ ‬بلاد السوفيات ولا فــي‮ ‬اقل البـــلد اصابة بكورونا‮ -‬ الصين من حيث الوفيات‮ !‬
‮ ‬ذات مرة حاورت طبيبا مختصا بطب وجراحة العيون وهو‮ ‬يحاول اخفاء ماضيه السياسي‮ ‬قلت له‮ :  ‬
ماذا جاء بك الى السياسة ؟‮ ‬
قال اغرتني‮ ‬عبارة واحدة‮ : ‬
الاشتراكية تعني‮ ‬السعادة‮ !‬
‮ ‬كثيرون‮ ‬يؤثرون حياة العزلة‮ .. ‬لانهم‮ ‬يخشون العثرة والزلة ومن ثم الذلة‮ .. ‬وتلك سعادتهم العظمى‮ ...‬وشعارهم فيما‮ ‬يرددونه من شعر‮ : ‬
‮(‬لقاءُ‮ ‬الناس ليسَ‮ ‬يُفيدُ‮ ‬شيئاً‮ ‬سوى الإكثارِ‮ ‬منْ‮ ‬قيلٍ‮ ‬وقالِ‮ ‬فأَقْلِلْ‮ ‬منْ‮ ‬لقاءِ‮ ‬الناسِ‮ ‬إلا لكسبِ‮ ‬العلمِ‮ ‬أو إصلاحِ‮ ‬حالِ‮)‬
طار عصفور هو الاعتى‮ ..  ‬لم‮ ‬يبق على شجرتي‮ ‬الا بضع عصافير‮ ..‬من آثر المغادرة‮  - ‬منهم‮ - ‬عصى وفر‮ ..‬
كان عشه عامرا بعصفورة عمره‮ ..‬ثم حين شاخ في‮ ‬عزلة منتجة قضاها بين دفتر وكتاب مع عزلة عن الخلان والاحباب‮ .. ‬اصبح فيها مختصا بالتنمية البشرية قبل توني‮ ‬روبينز او صاحب نظرية الفستق او مانسون صاحب الكتاب الارجواني‮ ‬فن اللامبالاة‮ .. ‬مانسون والذي‮ ‬هو الان بعمر ولده البكر‮ ... ‬
كل من‮ ‬يشعر بالخيبة‮ ‬يقول له‮ : ‬
تعال عندي‮  ‬خذ كفايتك من خزاني‮ ‬المليء بالطاقة الايجايبة‮ .. ‬التي‮ ‬ترددها مذيعة لاتظهر الا صبحا‮ ...‬
هو‮ ‬يجري‮ ‬ثاني‮ ‬عملية جراحية وليس حوله ولد ولا تلد الا من قارئة نهمة الهمها الكثير فكانت له البديل الانسب عمن كانوا‮ ‬يتعكزون عليه ثم حين وهن العظم منه عصوا وفروا‮ !‬
هجر نافذتي‮ ‬ذاك العصفور الذي‮ ‬كان‮ ‬يبدد وحشتي‮ ‬مغيب كل شمس بعمان‮ .. ‬لعل اثناه قد صيدت او احتجبت في‮ ‬عشها‮ .. ‬
لا اصوات هنا لنباح كلب ولا عواء جرو ولا صوت صفير لبلبل‮ .. ‬حتى الغراب الذي‮ ‬كان‮ ‬ينعق فوق شجرة السرو تناهى حتى تلاشى لاشيء سوى الصمت‮...  ‬
لقد حـــــــــــاورت رقما قياسيا من الضيوف العابرين للقارات‮ .. ‬او الذين‮ ‬يعودون قافلين‮  ‬عائـــــدين وهم الان على اهبة الاقلاع‮  ‬في‮ ‬المطارات‮ .. ‬
لقد تجمعت لدي‮ ‬سلسلة حوارات‮  ‬لو نضدت في‮ ‬كتاب لصارت مصدر سعادة للمسافرين على خطوط البر في‮ ‬طريق العودة من عمان الى بغداد‮ .   ‬


مشاهدات 712
أضيف 2021/08/02 - 10:32 PM
آخر تحديث 2024/09/27 - 12:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 215 الشهر 38772 الكلي 10027394
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير