عشرة يهدمون وواحد يبني
رسول عبـيد الشبلي
لا يمكن لشخص أن يضع لبنة فوق أخرى ومن يهدم عشرة إلا إذا وجد رادع للعشرة يمنعهم من الهدم حتى يأخذ الواحد حريته في البناء بالأمس نشر في مجموعة خاصة بنقابة الصحفيين العراقيين فرع كربلاء فيديو لاثنين من الشباب يقلعون الاحجار من جدار متنزة الحسين العائلي مقابل مزار سيد جودة بمحافظة كربلاء المقدسة ورصدهم إحد المواطنين وصورهم مستنكراً فعلهم التخريبي لكنهم أقبلوا عليه وهو في السيارة بكل وقاحة وردوا عليه بعبارة أبناء الشوارع ( شلك علاقة شالع باب بيتك ) وكأنهم مهاجرين إلى كربلاء فالمواطن الكربلائي يؤمنون بأن كربلاء هي بيته
وتتحمل الحكومة المحلية مسؤولية استقبال المهاجرين من المحافظات لأسباب تعلمها فهذا دمار لمحافظة كربلاء المقدسة وطمس هويتها الثقافية وإن كانت لا تعلمها فهذا تغير ديموغرافي يهدف إلى تهجير أبناء محافظات الجنوب ، وهذا أمر خطير يجعل تلك المحافظات عرضة لخطر الاستحواذ عليها ويكون العراق فريسة سهلة الاجتياح من تلك الواجهة التي تبدو شبه خالية بهجرة ابنائها سعياً وراء الرزق ولقمة العيش ، إن هذا التغيير بالغ الخطورة و لا يستبعد وجود مؤامرة دولية وإقليمية لتمزيق النسيج العراقي واللحمة الوطنية خاصة وأن التغيير الديموغراف هو مشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دول طائفية ومحاولة لتصغير خارطته وتوزيعه على دول الجوار ، وهذا ماشهدناه من بعض الجهات التي حاولت إعطاء بادية السماوة إلى أحد الدول المجاورة بحجة استثمارها زراعياً
ولا نغفل عن مساوئ الهجرة إلى كربلاء و اثقال كاهل أبنائها و مزاحمتهم في العمل والسكن ولا سيما إن في الفترة الأخيرة أصبح الكثير من التجار يشترون الأراضي الزراعية وتفتيتها بشكل غير قانوني وبيها قطع ارضي سكنية بأسعار خيالية ، في نفس الوقت نجد المواطن الكربلائي يعاني من أزمة السكن ناهيك عن المشاكل والفصل العشائري المرعب فقد وصل الفصل إلى مئات الملايين وهو أحد التقاليد التي نقلها بعض المهاجرين من محافظات الجنوب بسسب ثقافتهم والتي تختلف عن ثقافة أبناء كربلاء المقدسة التي تميز بالهدوء وتجنب المشاكل بينما يمكن أن تحل مشكلة بين أثنين من الكربلائين ( بستكان چاي ) وتعود العلاقة بينهما إلى أفضل حال وهذا هو المبدأ الصحيح الذي أكد عليه الله سبحانه وتعالى ( فإِذا الّذي بينك وبينه عداوة كَأَنه ولي حميم) فإن الفصل العشائري هو عقوبة تأديبية ولا يأخذ في أغلب الأحيان كون العشائر هي قانون بديل في حال ضعف الدولة ولكن الفصل أصبح تجارة ومكسب للبعض
ولعل الشعب العراقي بشكل عام و أبناء كربلاء بشكل خاص يحملون المسؤولية الكبيرة للاعلام الحر وليس المسيس في نقل معاناتهم و المناداة بإيقاف الهجرة من محافظة إلى أخرى بأعداد جماعية حفاظاً على بنية الشعب العراقي وثقافة