فم مفتوح .. فم مغلق

السراب .. حقيقة الحياة

زيد الحلّي

حفلت احلامي في الآونة الاخيرة بكثير من الامنيات، والرؤى، منها رؤيتي لبئر عميقة، اقتربت منها ورميت فيها تشاؤمي.. ولبستُ ثوبا بزهو الربيع، ومع احلامي بتُ اصدق ان كل امنية، على تماس مع واقع الحياة، يمكن تحقيقها بالصبر فهو حجر الزاوية لتحويل كل الأمنيات إلى نجاح.. وليس مثل ضوء خافت، دخل قلبك فجأة، فشغل ايامك، فالحياة المتبناة.في الاحلام لا اجدها، كما يصفها البعض بأنها مثل السراب. الذي تراه من بعيد رقراقاّ، فاذا جئته.لن تجده... واقول : كلا، ربما يكون هذا.السراب، دافعا لنا للمضي في الحياة الجديدة، الى بعيد.. بعيد لتحقيق كل الاماني.. وصدق الشاعر محمود درويش حين قال : لولا السراب لما واصل السير بحثاً عن الماء هذا السحاب.. لولا السراب : لما كنت حياً.. وايضا كما اكد السياب في احدى قصائده :.. سنمضي.. ويبقى السراب.....

اعرف ان الأماني هي محرك الحياة. لكن مشاعر المرء تموت عندما يتمنى معالجة الشر بالشر والحقد بالحقد والنميمة بالنميمة، فالقدر يحقق أمنياتنا لكن بطريقته الخاصة كي يعطينا شيئاً أبعد من أمنياتنا اذا كانت النيات سليمة وصادقة. وتلك من عطايا الخالق الكريم، وكلامي هذا نابع عن تجربة ذاتية، وليس عن خيال تتوهم به الانفس.. مع الاعتراف بان.قلبي المسكين.محكوم عليه لا بتعب السنين، ولكن بالأماني الشاقّة.. وهي أمانٍ تسعى الى النجاح والسعادة.رغم غيوم الحياة.. فقد يرى الناس الجرح الغائر في جسمك، لكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه !

صحيح ان.السراب مصطلح يُستخدم للتعبير عن مظاهر محددة ناتجة من انكسار الضوء في الجو، وتشتمل هذه المظاهر على توهّم رؤية السطوح المائية في الصحارى أو فوق السطوح الإسفلتية أو الإسمنتية الجافة تماماً بعد تسخُّنها الشديد. كما تتضمن رؤية مزدوجة لأجسام محددة متباعدة خلف الأفق أو خارج مدى الرؤية بالعين المجردة، لكن.السراب يدلك ايضا.على أمل كان.مخزونا في وجدانك، لم يجد فرصة للظهور إلا.عندما لاح لك ذلك السراب المخبوء في حياتك طوال السنين.. سراب على قمة الفرح رأيتـه..... جلجل اذني في الحق صوته...انه.الرضا بالقدر، جنة الدنيا..!

هل فهمتم مرامي سطوري وما بينها.؟ لا اعتقد.. فهي من وحي تعب الحياة.. معذرة.

Z_alhilly@yahoo.com