الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحياة عبارة عن صورة

بواسطة azzaman

الحياة عبارة عن صورة

 

خلدون المشعل

 

قد نكون تأثرنا بما درسناه من خلال مادة التوثيق الاعلامي حيث كانت الصورة نادرة الالتقاط لاسباب فنية وتقنية ومادية حيث كانت الصورة منتصف التسعينيات من القرن الماضي امرا مكلف بالنسبة للمواطن حيث يتطلب الامر شراء كامرة ذات فلم ب ست وثلاثون صورة فقط مع الذهاب لاقرب مختبر للتصوير لطباعة الصور مقابل كلفة مالية ومع التطور التقني والتكنولوجي الذي حصل في مجال التصوير وتحوله للكامرات الرقمية ( الدچتال ) ودخول الهاتف الجوال بكامرات متطورة وارتباطها بشكل مباشر بوسائل التواصل الاجتماعي ،

حيث بدأ الناس بتصوير كل مفاصل حياتهم اليومية من افراح او احزان او اي مناسبة تخص المجتمعات والعوائل ، وفي المقابل نتلقى ويتلقى الناس انتقادات على تصوير حياتنا ومناسباتنا بحجة انه لا داعي لكل هذا او لا داعي لتصوير الحوادث او المناسبات وهنا اقول كوني مختص في مجال الاعلام والميديا ما هو الضير من توثيق هذه المناسبات او الشخصيات التي نصورها فمن منا لا يرغب في رؤية الشخصيات التاريخية او الدينية التي درسناها في كتب التاريخ والثقافات البشرية فمن منا لا يرغب مثلا في رؤية صورة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ، ومن منا لا يرغب في رؤية صورة جده السابع مثلا وغيرها من هذه الامور ، لقد تطورالعالم الرقمي تطورا هائلا ، وهنا فريق يحرم التصوير لغير المعاملات الرسمية واوضح هنا مثلا بسيطا عندما ننشر صورة لشخص توفاه الله وكم ستحصل هذه الصوره على تعليقات تترحم على هذا الشخص المتوفي وكم سينال من رحمات ربنا الكريم الغفار ، كم تمنيت لو ان هذا الجوال ذو الكامرة المتطوره كان رفيقي ايام الدراسة وايام خدمة العلم وايام الحصار الاقتصادي ونوثق لحظات عاشها وعشناها مع ناسنا واهلنا وشعبنا بحلوها ومرها وكم نحن لوجوه فارقتنا مسرعة ملبية نداء رب السموات والارض ، ومن كل هذا الا يحتاج مجتمعنا الى ثورة عقل واصلاح للنفوس ومن حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه وان يدع الخلق للخالق وان يكون هو مسؤول عن نفسه لا عن البشرية وان الكلمة السيئة تذهب بصاحبها كذا خريف في النار وان الكلمة الطيبة صدقة وان يفهم هؤلاء ان الله جل في علاه خلق الناس على شكل اصناف يختلفون في الثقافات والافكار والاولى بهولاء المرضى النفسيين ان ينظفوا عقولهم وبيوتهم بدل من ان يوجهوا الانتقادات وان يعلموا ان الله قال في كتابه العزيز ( واما بنعمة ربك فحدث ) والله من وراء القصد .


مشاهدات 856
أضيف 2022/12/20 - 4:58 PM
آخر تحديث 2024/11/20 - 12:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 5 الشهر 9129 الكلي 10052273
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير