الكاظمي في القمة الثلاثية : المنطقة لا تحتمل حروباً جديدة والعراق يدعم التهدئة عبر حوار الأطراف الفاعلة
عمان - رند الهاشمي
بغداد - عبد اللطيف الموسوي
اختتم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عمان امس اعمال القمة الثلاثية التي بحثوا خلالها شؤون التجارة والاتصالات والنفط والاستثمار، فيما اكد الكاظمي إنّ المنطقة ليست بحاجة إلى حُرُوب جديدة، والعراق يلتزم برؤية إستراتيجيّة تدعم استقرار المنطقة وخلق فرصة التهدئة عبر استمرار الحوارات بين الأطراف الفاعلة على مُستوى المنطقة. وقال الكاظمي في كلمته التي القاها في القمة التي يشارك فيها للمرة الأولى إنّ (منطقتنا ليست بحاجة إلى حُرُوب، وصراعات جديدة، بل بحاجة لأن نقف جميعاً مع بعضنا، ونعمل من أجل تحقيق ما تصبو إليه شُعُوبنا من أمن واستقرار وتنمية وحياة أفضل، وأن نعمل لصنع السلام)، مضيفا ان (العراق يلتزم برؤية إستراتيجيّة تدعم استقرار المنطقة وخلق فرصة التهدئة ،وهذا المسار يُبنى باستمرار الحوارات بين الأطراف الفاعلة على مُستوى المنطقة)، مشيرا الى ان (العراق يتمسّك بإقامة علاقات مُتوازنة مع كل دول الجوار، ويُولي أهمّية لحماية سيادته وأمنه واستقراره؛ ويتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في إطار الاحترام المُتبادَل، وعدم التدخّل في الشُؤُون الداخليّة). وجدّد تأكيد (موقف العراق الثابت بدعم القضيّة الفلسطينيّة، وحقّ الشعب الفلسطينيّ في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف) كما اكّد (أهمّية الإرادة الجماعيّة لدحر الإرهاب، والقضاء عليه عبر تعاون إقليمي ودولي شامل ومُواجَهة كلّ من يدعم الإرهاب بالتمويل والتسليح، وضرورة استكمال المعركة ضدّ المجاميع الإرهابيّة في ضوء الانتصار الذي حقّقه العراق في معركته ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ). ومضى قائلا إنّ (رؤية العراق تركز على تبني المشتركات والنأي عن الصراعات وتحقيق التكامل والتعاون الاقتصاديّ بين الدول الثلاث من خلال تطوير المناطق الصناعيّة - الاقتصاديّة -المُشترَكة، وضرورة إيجاد شراكات إستراتيجيّة مُتعدّدة الأوجه بهدف تعزيز حُضُور الاقتصاد العراقيّ بشكل مُشترَك مع اقتصاديّات الدول العربيّة ،وبما يعود على بلداننا بمزيد من الاستقرار والرفاهية)، معربا عن التطلّع لـ(فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصاديّة، والتجاريّة، والاستثماريّة، في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية وإعادة الإعمار والنقل والصحة)، منوها الى إن الروابط التأريخية والجغرافية التي تجمع العراق بالأردن ومصر (تتيح لنا فرص بناء قاعدة للمصالح الاقتصاديّة المُشترَكة تُؤمّن شراكات استثماريّة طويلة المدى وتبادلاً تجاريّاً واسع الأفق، وكذلك إثراء الأسواق العراقيّة والأردنيّة والمصريّة بالمنتجات المُشترَكة لهذه البلدان، و بما يُساهِم في تعزيز حُضُور السوق العربيّة.)، وشدد على القول ان (شعوبنا لم تعد تحتمل المزيد من الصراعات ، شبابنا يمتلكون الإرادة لصنع واقع أفضل ، وواجبنا جميعاً أن نترجم هذه الإرادة الى واقع وبرامج عمل ، تستبدل لغة الحرب بلغة التنمية والبناء ، وتُبنى على المشتركات ولا تتوقف أمام الخلافات، لتحقيق فرص التقدم والسلام).واختتمت اعمال القمة التي اقيمت في ظل إجراءات صحية مشددة، بعد إصابة وزير الاتصالات اركان الشيباني بفايروس كورونا المستجد، إثر وصوله إلى الأردن تحضيراً للقمة. وقالت وسائل اعلام اردنية ان ملك الأردن وولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني عقدا مع الكاظمي لقاءً قبيل انعقاد القمة. وكانا على رأس مستقبلي الكاظمي، لدى وصوله إلى عمان على رأس وفد رسمي، ضم وزيري الخارجية والدفاع، ومدير مكتبه الخاص ومدير عام العلاقات الخارجية ومكافحة الإرهاب. من جهته قال مكتب الكاظمي، ان رئيس الوزراء عقد جولة مباحثات ثنائية مع الملك عبد الله الثاني (تناولت العلاقات الثنائية وأهم الملفات المشتركة ومستجدات الأوضاع في المنطقة). واكد الملك حرص بلاده على سلامة امن واستقرار العراق ودعمه ازاء التدخلات الخارجية. ثم عقد الكاظمي، وملك الأردن والسيسي اجتماعا ثلاثيا بعد وصول السيسي الى عمان قبيل انعقاد القمة . وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء تلقته (الزمان) ان الاجتماع تناول(عدداً من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون بين كل من بغداد وعمّان والقاهرة، على مختلف الصعد والمجالات). كما توجه في وقت سابق وزيرا النفط والتجارة إلى الأردن، للمشاركة في الاجتماعات. وجرت لرئيس الوزراء لدى وصوله إلى مطار الملكة علياء الدولي، مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان العراقي والأردني. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته (الزمان) امس ان الكاظمي غادر بغداد متوجها الى عمّان للمشاركة في اجتماعات القمة الثلاثية التي (ستركز على ملفات التعاون الاقتصادي والشراكة بين الدول الثلاث، فضلاً عن بحث تعزيز الجوانب الاستثمارية والتجارية)، منوها الى ان (القمة ستتطرق كذلك الى بحث الملفات الإقليمية وكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة). وترددت انباء في وقت سابق افادت باحتمال ارجاء القمة بعد إصابة وزير الاتصالات بفايروس كورونا.
من جهته، اكد أحمد ملال طلال، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء ، إن (القمة تعقد في موعدها لكن حجم الوفود ومواعيد الاجتماعات ستكون محدودة كإجراء احترازي). واكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام أمجد العضايلة في تصريح إن (نتائج فحص وزير الاتصالات العراقي اركان شهاب الشيباني بفايروس كورونا، التي أجريت له في الأردن إيجابية)، لدى وصوله في زيارة رسمية لعمان الجمعة.ويخضع الشيباني والوفد المرافق له لحجر صحي. وقال العضايلة إن ثبوت اصابة الوزير (تطلب تنفيذ الإجراءات الطبية المعمول بها حماية لصحة ضيف الأردن خلال وجوده في المملكة ضمن زيارة عمل رسمية).ووصل الشيباني إلى عمان للمشاركة في القمة المخصصة وتأتي القمة بعد أيام من عودة الكاظمي من زيارة لواشنطن التي تعد مصر والأردن من حلفائها في المنطقة.وعقد زعماء العراق والأردن ومصر قمتين مماثلتين خلال العامين الماضيين ركزت على البنى التحتية والتنسيق المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابية. وفي سياق آخر التقى وزير الخارجيّة فؤاد حسين، السفير السعودي لدى بغداد عبد العزيز الشمري وبحث معه سُبُل تفعيل العلاقات العراقيّة-السعوديّة. وقال بيان لوزارة الخارجية ان الشمري قدم خلال اللقاء التهنئة لحسين بمناسبة تسنُّمه منصبه وزيراً للخارجيّة و(جرى تبادل وجهات النظر بشأن العلاقات العراقيّة-السعوديّة، وسُبُل تفعيلها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين) . ويعتزم الكاظمي القيام بزيارة الى الرياض قريبا.وكان السفير العراقي لدى الرياض قحطان الجنابي قد اكد اول أمس الاثنين، أن زيارة الكاظمي الى السعودية ستحدد قريبا.