الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شمعة  توقد من شمعة 

بواسطة azzaman

شمعة  توقد من شمعة 

حمدي العطار

في وسط  تصاعد دخان أختيار رئيس للبرلمان (محمدالحلبوسي) في ظل تنافس شديد لم يسبق له مثيل في الدورات السابقة التي توحدت فيها السنة على مرشح واحد وبموجب عقد الصفقات للرئاسات الثلاث يتم ايضا التصويت بالاجماع على اختيار المكون السني لهذه الشخصية من قبل الشيعة والكرد مقابل ان يصوت السنة لمرشح الكرد على منصب رئيس الجمهورية ولمرشح الشيعة على منصب رئيس الوزراء!

في هذه الدورة اختلف كل شيء،تداخلت الاحزاب والشخصيات السنية في التحالفات الشيعية، التي هي الاخرى انقسمت الى محورين (الاصلاح والاعمار) و(البناء) بينما لم يحسم الكرد كأحزاب تمثل التحالف الكردستاني او انها تمثل اربيل والسيلمانية مع وجود  شخصيات قليلة ترشحت مع القوائم والكتل العربية !

نحن نشعر بالسعادة لهذا الموقف الذي كنا نعتقد بإنه سوف يقضي نهائيا على النفس الطائفي، ويمكن ان تكون الولادة مختلفة للرئاسات الثلاث، والتفاؤل ذهب بعيدا، فتصورنا ان من الممكن ان يكون رئيس البرلمان لهذه الدورة مثلا (شيعيا او كرديا) ورئيس الوزراء قد يكون (سنيا او كرديا) وهكذا منصب رئيس الجمهورية! وحينما عاد السياسيون يتكلمون عن حصة المكون السني لمنصب رئيس مجلس النواب، تراجع التفاؤل وحل محله التشاؤم، فلم تغادر الطبقة السياسية مفهوم (المحاصصة) للمكونات وتوزيع المناصب على اساسها والبداية كانت بالرئاسات الثلاث! ويبدو ان العراق يعيش (اتفاق الطائف) من دون مؤتمر ، وهذا الاتفاق هو من يتحكم بالعملية السياسية في لبنان لتكون المناصب الرئاسية بالشكل التالي (رئيس البرلمان شيعي، رئيس الجمهورية مسيحي ماروني ورئيس الوزراء سني)  لهذا لا يتوقع احد بإننا قادرون على تجاوز هذه التقسيمات في المستقبل القريب! وبدلا من المحاصصة كمصطلح بغيض ستكون مفاهيم التفاهمات والاتفاقات و(التعاون) بديلا لنفس السلوك!

بالرجوع الى التصويت على رئيس البرلمان، يلاحظ المراقب بإن الاتفاق والتفاهم بين كتلة الاصلاح والاعمار وكتلة البناء كان غائبا، فالبعض قد صرح فور فوز الحلبوسي بالمنصب وهو مرشح البناء على ان كتلة الاصلاح لم تلتزم بالاتفاق للتصويت على مرشح البناء محمد الحلبوسي وقامت بالتصويت على مرشح الكتلة (خالد العبيدي) وهذا خروج عن الاتفاق وصرحوا بإنهم غير ملزمين للتصويت على مرشح كتلة الاصلاح والاعمار لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان! مع ذلك قاموا عند التصويت بتمكين مرشح سائرون بهذا المنصب!! كي تبقي الباب مواربا للاتفاق على منصب رئيس الوزراء!

الحلبوسي هو من الانبار ويؤكد بعض المراقبون بإن السنة في كل دورة تقدم رئيسا للبرلمان من احدى المحافظات السنية (حاجم الحسني من كركوك، المشهداني من بغداد، النجيفي من  الموصل، وسليم الجبوري من ديالى) وبذلك في الدورة القادمة قد يكون رئيس البرلمان من (تكريت).

نحن مع الحلبوسي حينما يقول بإنه يمثل كل العراقيين وليس المكون السني فقط، وعموما العناصر الشابة في عالم السياسية لا تكون متعصبة!

لكننا لسنا معه حينما يهدد الاعلام اذا تناول بالنقد البرلمان! كما اننا لا نتفق معه بشأن عدم الضرر من منح رواتـب وامتيازات لأعضاء البرلمان!

انتخاب رئيس البرلمان بمثابة ايقاد شمعة في النفق السياسي المظلم، فهل يمكن تمرير انتخاب منصب رئيس الجمهورية بنفس القدر من السهولة والاتفاق في ظل تنافس الديمقراطي الكردستاني بتقديم ثلاثة مرشحين لهذا المنصب مع الاتحاد الوطني الذي احتكر طوال المدة السابقة هذا المنصب! كما ان معضلة منصب رئيس الوزراء ما زالت بلا مخرج!

 

 

 

 


مشاهدات 704
أضيف 2018/09/19 - 8:56 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 43 الشهر 43 الكلي 9362115
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير