مهربو الضمائر
خالد جمال الموسوي
لستُ مذنباً أيها الرًبُ
حينما أشنقُ الآلهةَ المجرمين
أبي آدمُ منذُ أولِ الخلقِ
وإلى الآن
واضعاً يدهُ بيدي
كي يوصلني للرًبِ
البحرُ الذي أنجاني منكَ
سأتوجهُ بقطبان
الدائرةُ أخطبوطُ
تلتهمُ مركزَها
ووجهي هرمٌ مقلوبٌ
قاعدتهُ مليئةُ بمفخخاتِ السنينِ
والمربعُ جاثمٌ على صدر الوجودِ
وأضلاعهُ مرتبكةٌ
لا تودُ أن تفصحَ عن أسلافها الراحلين
المستطيلُ جسدٌ بأبعادهِ
ينازعُ في آخرِ رمقٍ لهُ
شهيقهُ معتلُ المسافاتِ
وزفيرهُ يطرحُ سكانهُ
الذينَ أصيبوا بداء الكسورِ
عيناكِ قطبانِ متجمدانِ
كلما حاولَ الصيفُ أن يغزوهما
ذابَ فيهما
جَسدُكِ مثلثُ برمودةَ ما من طائرٍ يطيرُ
إلا وقعَ في جبكِ
حينها أدركتُ أنني الشمسُ
وأنكِ القمرُ
كيف لا أدرككِ وأنتِ مني
تحلقينَ وتظنينَ أنكِ أفقٌ
ولا تعلمينَ أنكِ مجموعةٌ من الطواويس
لم أدرِ بفؤادي تنازلي الحسراتِ
سأرسحُ بقلبكِ الممنوعَ من النبضِ
وأعُرًفُ هرقلَ مابين صدرين وعجز
وأتنفسُ الحبرَ المذابَ بالشعر
الشمسُ تركلُ وجهَ القمرِ
وجبهتهُ تتدفقُ ضياءً أنارَ الظلام
وعوانسُ النجومِ تتزوجُ عوازبَ النيازكَ النحيفة
أعرضُ أفكاري إلى أشعة الشمسِ
كي تتبخر
لا بدَ من حجامة ٍ لهذا الوجودَ
لتخرجَ منهُ الأفكارُ الفاسدةُ .