الضمائر الإنسانية
عدي سمير الحساني
تتداخل التعابير احياناً فيما بينها وتختلف من مجتمع الى اخر وقد يُساء فهمها او تنفيذها وفقاً للذات الانساني، فأحياناً تكون التعاملات الانسانية بأعلى مستوياتها واحياناً تكون بعيده كل البعد عن اي مسمى انساني وقد لا يستوعبه العقل.
واليوم نتناول موضوع في غاية من الاهمية وهو (التعامل الانساني بين الاستاذ والطالب) ونحن في بداية العام الدراسي الجديد والذي جاء من بعد معاناة مع وباء العصر (كورونا) حتى خلت المدارس والجامعات من الحياة الدراسية واصبح الواقع العلمي على المحك وخملت العقول والاجساد واصبح الكسل يُهيمن على اغلب الطلبة واصبحنا مجرد متلقين لمعلومات الكترونية عبر منصات التعليم التي تفتقد لأبسط المقومات الدراسية وهو التفاعل الحضوري للطالب والاستاذ.
اذاً نحن الأن على جادة الصواب في السياقات العلمية وهو الحضور اليومي والتفاعل في مجتمع طلابي يجعل من الطالب اداة فاعلة داخل قاعة الدروس.
بناء جسور
وهذا يتطلب اعادة بناء جسور الثقة ما بين الطرفين (الاستاذ والطالب) فبعد ان وصلت تلك العلاقة الى اعلى مستويات الود والمحبة والتي انعكست على التلقي الصحيح للمادة الدراسية واصبح الطالب يعشق الدوام اليومي رغم النهوض الصباحي الباكر وينتظر حضور الاستاذ لأنه تعامل بأبوية سمحاء وانسانية خالصة مجردة عن التعصب والجشع ليخلق كياناً علمياً صائباً لطلبته.
بالمقابل نجد بعض الاساتذة عبارة عن ادوات انتقامية للطلبة مما يولد اجواء دراسية مشحونة بالبغضاء والحقد والخوف، التي انتجت اعلى درجات الفشل في تلقي المعلومات الدراسية وحتماً ستنعكس سلباً على الواقع العلمي والنتائج المتوخاة منها.
كما وان هناك حالة من عدم الجدية لبعض الاساتذة في تقديم المادة الدراسية للطلبة وتجد محاضراتهم عبارة عن اسقاط فرض ومضيعة للوقت، دافعاً بعض اولياء الامور لأرسال ابنائهم الى التعليم الخاص في المدارس الاهلية، لتجد ان الاستاذ مجد في محاضراته لأنه يبحث عن نسبة نجاح بمعدلات عالية في نهاية العام الدراسي وهو النتاج العلمي ومحصلة الدراسة.
وهنا لا بد من تحكيم الضمير الانساني الذي تلاشى عند البعض، فلو نظرنا قليلاً الى مئات الخريجين الشباب الذين بادروا بإعطاء محاضرات مجانية في المدارس الحكومية والبعض افترش الارصفة مطالباً بالتعيين، وبمقارنة بسيطة للواقع سنجد ان النعمة الإلهية التي ينعم بها بعض الاساتذة كونهم بوظيفة حكومية يتقاضون راتباً شهرياً مجزياً اذا ما قورن بساعات العمل وايام العطل والذي يتطلب منهم ان يعيدوا النظر بماهم عليه.
كما وان المستويات المعيشية للطلبة متفاوتة كلاً حسب وضع عوائلهم المادي، الامر الذي يتطلب من الكوادر التعليمية ان يكونوا منصفين في طلباتهم من القرطاسية والتصوير من الطلبة وعدم ارهاق كاهل ذويهم بأمور خارج عن الحاجة الفعلية.
بل بالعكس من ذلك فأن التدريسي هو الاساس في تعليمهم الاقتصاد الصحيح. ختاماً نأمل ان يكون هذا العام عام التميُز والابداع في جميع المجالات واهمها العلمية، لخلق مجتمع شبابي مُتسلح علمياً.
{ لواء دكـتور