الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حريق يهز النفوس والقلوب والضمائر

بواسطة azzaman

حريق يهز النفوس والقلوب والضمائر

حسن السراي

قرد يسأل قرداً آخراً يقول له ما هو شعورك لو أن القرد س قتل القرد ص؟ يرد قائلاً هذه كارثة ومصيبة وهذا يعني أننا إنحدرنا لمستوى البشر . بهذه المقدمة الإفتراضية أبدأ مقالي وأسأل أليس الإنسان هو المخلوق الأرقى عقلاً وفهماً وإدراكاً والمفضل على كافة المخلوقات الأخرى؟ نزعة الشر والعدوانية جاءت منذ بدء الخليقة حينما قتل قابيل أخاه هابيل في أول جريمة بشعة عرفتها الإنسانية. بصراحة أجدني اليوم مندهشاً متألماً أمام جريمة (إن صحت فرضية أن الحريق كان بفعل فاعل ومقصوداً) وهي حريق جناح العزل في مستشفى الحسين بالناصرية ، الحادثة البشعة صعدت من وجعي كثيراً وحاولت وصفها من مرافئ الروح فجفل المعنى ، وتمترست بكل إستعاراتى، وأبت وذهلت اللغة من حماقة حبر يتجاسر ويخاطر الوصف. اجدني أهدم جوانبي المهترئة، فتوقف وهج روحي وسيرها المتعارج في حنوها، ودفئها وقرها . أعرف أن النزعة العدوانية متجذرة في الإنسان ، وخاصة في ظل غياب القانون والإبتعاد عن روح ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه وكذلك تآكل وتصدع الوشائج والعلاقات الإجتماعية وغياب القيم والأخلاق النبيلة في المجتمع ، كل هذا يفضي الى خراب النفوس وبالتأكيد ستسود الروح العدوانية والإجرامية التي تأثرت بالطمع وحب المال والجاه، والأنا الشخصي وحتى الجمعي ضمن نطاق محدود وهو شامل لبعض الأحزاب والعصابات والتجمعات الإجرامية التي تعتاش من خلال الجريمة على ما تكسبه بالحرام لديمومة وجودها وقوتها . ولكن ما لا يصدقه العقل كيف أن إنساناً (يقال عنه إنساناً) يصل به الإجرام والخسة لهذا المستوى الوحشي البشع والشنيع بكيفية القتل والإجرام لأجل مصلحة شخصية أو لأجل مصلحة فئة سياسية أو حزب أو غير ذلك بحيث يرتكب أبشع وأخطر الجرائم ومنها ما نحن في صدده عما يقال حول فاجعة جناح العزل في مستشفى الحسين في الناصرية وفرضية أن الحريق كان بفعل فاعل ومقصود!!!!! . لم أصدق ولم أصدق أن إنساناً يقتل إنساناً مريضاً أو إنسانة مريضة بالوباء وتنازع الموت وتسحب أنفاسها بصعوبة من خلال قنينة الأوكسجين ، من الممكن أن يحدث القتل بالخطأ أو عمداً نتيجة مشاجرة أو ثأراً أو لتسليب وووو فتحل الجريمة ولكن ما لا يستوعبه العقل البشري أن يكون القتل جماعي لفئة ضعيفة تنتظر رحمة الله ولا حول ولا قوة لها تنتظر أرواحها موتاً قريباً خلال أيام قلائل أو خلال سويعات معدودة ، ولو فرضنا أن الغرض من الجريمة والدافع هو عداء شخصي مع أحد المرضى فمن الأهون والأقل خطورة في الإجرام أن يستهدف المجرم شخصاً واحداً مقصوداً كأن يقوم بضربه أو ركله أو قطع الأوكسجين عنه لا أن يرتكب جريمة شنعاء لا مثيل لها ويقوم بإبادة العشرات من النساء والرجال المساكين!!!! . بصراحة وأكرر أن هذه الجريمة صعدت من وجع روحي لأن الحادث عَظُمَ وشْمُهُ ونَزُّهُ بسبب ندرة حصوله .

أقول فعلاً إذا غاب القصاص هانت الأرواح وزُهِقَتْ ، فأين القضاء وأين القانون وأين مؤسسات الدولة؟؟؟!!!

إن صحت فرضية الفعل المقصود نطالب أن يطبق القانون بشدة بحق الجاني وبأسرع وقت .وبالمقابل أتمنى أن يكون الحادث غير مدبراً ونتيجة خطأ أو إهمال غير مقصود وأيضاً يجب معاقبة المقصر .. الرحمة والمغفرة لأرواح الشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين بإذن الله تعالى .

 

 

 

 

 


مشاهدات 704
أضيف 2021/07/19 - 4:27 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 1:46 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9 الشهر 7998 الكلي 9370070
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير