عبد الله يخرج من اللهجة المحلية إلى لغة وسطية مفهومه
القصيدة الغنائية تحولت من مشاعر إلى مهنة للإرتزاق
بابل - كاظم السيد علي
يعد ناظم عبد الله من شعراء الاغنية المجددين والملتزمين بأصولها ، طموحه لاحد له شغوف في البحث عن الجديد حتى ابدع فيها من خلال خروجه من اطار اللهجة المحلية إلى لغة وسطيه مفهومه من قبل المستمع العربي، استطاع تأكيد حضوره في كتابتها من خلال ما قدمه بأصوات كبار المطربين وبالحان كبار الملحنين .عبر هذا الحوار نسلط الضوء على تجربته :
{ من هو ناظم عبد الله؟
- ناظم عبدالله مواليد ريف البصرة 1954 نشأت وترعرعت في اسرة فقيرة بقرية حمدان على ضفاف شط العرب حيث كنت اراقب شروق الشمس وبزوغ القمر من الضفة الاخرى وقد كان للقمر تأثيرا والهام واضـــح فيما بعد بكتاباتي .
{ هل توضح لنا .. عن محاولاتك الشعرية الاولى ؟
-لقد مارست انواع الكتابة في قصيدة النثر والقصيدة الشعبية وحتى كتابة القصة القصيرة وكانت لي مساهمات ومنشورات في الصحف وقتها وفي الفعاليات الطلابية في معهد الإدارة اذ كنت ادرس المحاسبة. فالمحاولات الأولى تمثلت بثلاثة نصوص هي (حبيبتي عاملة) غناها داود العاني و(لكل الناس اغانيه) لحنها مفيد الناصح وغناها عباس حسن ونص بعنوان (انتظرنه)..الاغنيتين منعتا من البث في حينه ولم يظهر اول نص كتبته في حياتي وهو (ياكمر يابو الليالي) إلا بعد سبع سنوات بصوت حسين نعمة.
{ اين تجد نفسك في القصيدة ام في الاغنية ؟
- بعد تضييق الخناق على القصيدة الشعبية في عهد النظام السابق اتجه اغلب الكتاب الى كتابة النص الغنائي وانا احدهم .. اذ بعثت بعدة نصوص الى الإذاعة نالت استحسان المعنيين لكونها كانت تمثل خروجا من اطار اللهجة المحلية إلى لغة وسطيه مفهومه من قبل المستمع العربي .
{ في أي عمل كانت بدايتك الفعلية لحياتك الغنائية ؟
- ابتدأت بأول نص غنائي في عام 1978 ( يامر يابو الليالي ودع النجمة وتعال).. بعثته إلى الملحن الراحل محمد جواد اموري اذ كنت متأثرا جدا بألحانه التي تميل الى الحزن الذي كان يغلف شخصيتي منذ الصغر ، ربما كان تعاملي مع اموري في منتصف الثمانينات البداية الحقيقية .رغم انه لحن لي اول نص كتبته قبل ذلك بسبعة أعوام واعني به (يا كمر.....).
{ من خلال هذا الشعر من الاعمال الغنائية بمن تأثرت في بداية حياتك الشعرية ؟
- انا شخصيا لم أتأثر او اقلد احدا بالكتابة وهذا ما يشهد به الاخرون لكني لا أخفي إعجابي بكلمات من سبقني وخاصة النواب وعريان السيد خلف والكاطع من شعراء القصيدة وكريم العراقي وطاهر سلمان وفايق عبدالجليل من شعراء الاغنية ولا انتقص من قيمة من لم اذكره من الكتاب الرائعين الاخرين.
{ كيف ترى الحركة الشعرية والغنائية في عراقنا اليوم ؟
- ربما انا ليس في موقع يؤهلني لتقييم القصيدة المعاصرة. لكني اراها من وجهة نظري المتواضعة غير قاصره وأكثر حرية في التعبير.
لكني اعيب على بعض شعراء الأغنية امتهانهم النص كصناعة اكثر مما هو احساس. ولعلهم معذورين في ذلك لظروف مادية او لمجارات الحداثة.
{ لابد انك تطلع على الاعمال الغنائية اليوم ما الفرق بنهما وبين اغاني الامس ؟
- القصيدة الغنائية اليوم وباختصار شديد تحولت من مشاعر الى مهنه للاسترزاق .اي صناعه النص وليس استشعاره.. اما اغاني الامس وخاصة التي كتبها شعراء جيل السبعينات كانت صادقة الكلمات لانها كانت تعبر عن مشاعر خالصه بعـــــــيدا "عن التفكير المادي.
واغلبها كتبت كقصائد للقراءة وليس للغناء ولكن تفاعل الملحنين معها دعاهم لتلحينها بصدق كقصائد مظفر النواب وعريان السيد خلف والكاطع وناظم السماوي وغيرهم ، هذا هو الفرق بينهما . { هل تذكر لنا بعض الاغاني التي كتبتها ومن اداها ؟
- كتبت الكثير من الاغاني منها : (ما تدرين) لكريم حسين و(عرفتك ) لمضر محمد و(ياêمر يابو الليالي) لحسين نعمه و(كل شي حاسب ) لمحمد السامر وكلها من الحان اموري و(اشاعه) لرياض احمد و(ما عندي مانع ) لفاضل عواد الحان عباس حسن و(خليت ايدك عالجرح ) لمحمود أنور لحن جعفر الخفاف و(هاي فرحه وبعد فرحه ) لحبيب الدوركي ومن المطربين كتبت لهم كل من احمد نعمه وقاسم اسماعيل وعباس حسن وكاظم حسين وفخري عمر وغاده سالم وغيرهم كثير وعذرا لعدم ذكرهم.
{ وهل لك تعامل مع ملحنين اخرين غير الذي ذكرتهم ؟
- نعم تعاملت مع اغلب الملحنين الكبار امثال .. عباس جميل واحمد الخلـــيل وناظم نعيم ورضا علي وطالب القره غولي ومحسن فرحان وذياب خليل واخرين.