شفت الحلوة فلاحة
ظافر قاسم آل نوفة
فرضت علينا الصورة الوقف عليها والتمعن فيها لعلنا نجد ثغرة للولوج إلى موضوعنا ولكن عبثا وتضيعا للوقت كانت تلك الوقفة الإجبارية ، ومحاولا إهمالها لكي لا نضيع من وقتنا الكثير علما إن أوقاتنا معظمها بين الضياع والشتات .
شفت الحلوة فلاحة ...
أعادت لنا لياقة الكتابة وأعطتنا (فيزا) مجانية للدخول على عالم الذكريات والتي من خلالها نستطيع إن نستلهم ما كنا نشاهده أيام زمان ولى وانقضى لغير عودة خاتما على تلك الفترة بأنها ماض جميل أو فيه من المرارة شيئ كبير .
شفت الحلوة فلاحة ...
وبما إننا في بلد كانت سمة الزراعة هي الممول الأول لكثير من العوائل والبيوت واغلب المدن لذا تجد المرأة تشاطر وتساند الرجل في اغلب الإعمال الزراعية وتربية المواشي .
طلبنا الإذن من ذاكرتنا إلى مواسم جني التمر (الكصاص) إذ كانت العوائل تستنفر جميع النساء من الأقارب والمعارف لغرض الإسراع بهذا العمل خشية مداهمة موسم الإمطار وضياع وتلف محصول التمر ، ودائما ما نشاهد بعض النسوة يفترشن طريق البساتين العام لكي ينعمن بعمل من قبل أصحاب البساتين.
ولم نبالغ إن ذكرنا إننا شاهدنا بعض نسوة المدينة يتسلقن النخيل بواسطة (التبالية) ويقمن بعملية (كصاص) التمر متسابقة وامهر الرجال في الصعود
شفت الحلوة فلاحة ...
وعند ذهابنا إلى إطراف المدينة في القرى التابعة لها نشاهد الكثير من النسوة يقمن بزراعة الخضروات بعد تقليب الأرض وبذر حبوبها وسقيها وجني ما تحصل منها بدون مساعدة الرجال ، ولا نريد الدخول كثيرا بهذه الخاصية .
شفت الحلوة فلاحة ...
قد يكون هذا المشهد غريبا لأبناء هذا الجيل ولكنه مألوفا لنا لأننا عاصرنا تلك الأزمنة بحلوها ومرها ، وألان وللأسف الشديد حتى ورق العنب يستورد ولم نعد نشاهد الحلوة ولا حتى الحلو فلاحين بعد موت هذه المهنة مهنة الإباء والأجداد ، ولم تعد الزراعة نفطا دائما .