مجلّدات جمعة للآثار تعرف بالأهرامات الأربعة
الـمـوصـل ـ حـمـديـة الـراشـدي
منحت مؤخرا مؤسسة تراث الموصل بالشراكة مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار قلادة الإبداع ودشنتها بإسم عالم الآثار البروفسور الموصلي أحمد قاسم جمعة الذي يعتبر من رواد علم الآثار العراقيين. فهو في منتصف عقده التاسع من عمره المديد لايزال زاخراً بالعطاء والمطاولة في تحقيق المزيد من الإنجازات في البحث والتنقيب في مجال الآثار والتراث، والحارس الأمين على تاريخ مدينته الموصل من العبث والتزييف بعد أن نالها التدمير وإعادتها الى سابق عهدها وليس الى ما آلت اليه من دمار وتشويه. وقلّده بالقلادة وزير الثقافة والسياحة والاثار احمد فكاك البدراني في حفل حضره عدد كبير من الآثاريين والمؤرخين أقيم بمناسبة توقيعه لمؤلفه الجديد (جلسة على ضفاف التراث الموصلي)، واحتفاءً بمسيرته العلمية التي إمتدت لأكثر من ستين عاماً.
وتشير السيرة الذاتية لجمعة، انه من مواليد 1938 في قرية النبي يونس (ع) بأيسر الموصل من أسرة تعمل في زراعة البساتين. درس في قسم الآثار كلية الآداب جامعة بغداد عام 1962 وعُيّن معيداً في جامعة الموصل، نال الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي.
وتحدث جمعة في حفل تكريمه عن اطروحته الخاصة لنيل شهادة الماجستير بمصر التي تكلم فيها عن المحاريب الموصلية في عهد الأتابيكي. أما الدكتوراه فكانت عن الآثار الرخامية الأتابكية وجاءت في اربعة مجلدات سميت من قبل لجنة المناقشة في جامعة القاهرة بالأهرامات الأربعة تيمناً بفيض المعلومات المهمة والمفيدة التي وردت فيها.
وعن إصداره الجديد كتاب (جلسة على ضفاف التراث الموصلي)، عبّر جمعة عن سعادته بهذا الإنجاز الكبير واصفاً أياه بأنه جمع لدراسات تحقيقية ومعايشة ميدانية على مدار السنوات الماضية. مشيراً الى أن (الكتاب تناول الكثير من المواضيع المجتمعية والإقتصادية والفنية والمعمارية وذكريات وأماكن ومواضيع عقائدية ودينية مثل التحري عن شهر رمضان مع تخطيطات هندسية ورسوم فنية من عمله الخاص). وأفاد الجمعة بأن ا(لكتاب يتألف من 282 صفحة توزعت على تسعة فصول، بلغة تجمع مابين الفصحى واللهجة العامية..ـ منوهاً بأنه إستغرق في كتابته عاماً كاملاً).
وأضاف جمعة قائلاً (بأن كل المخططات الهندسية والرسوم الفنية من الزخارف والكتابات هي من توثيقاتي أنا من اقوم برسمها. ومايزال لدي الكثير عن العمارة الموصلية وفنونها أرغب الكتابة عنها اذا كان لي من العمر بقية).
ومن إصدارت جمعة 36 كتاباً والمئات من البحوث لإهتمامه بالبحث أكثر من الكتاب معللاً ذلك بأن البحث يضم التحليل والتشريح والإستنباط وجميعها تتكلم عن العمارة التاريخية والتراثية الموصلية والبغدادية والبصراوية. وأكد جمعة على أن (جامع النوري ومنارة الحدباء هما الأقرب الى قلبي من بين المعالم الأثرية) .موضحا انه (اجرى توثيقاً كاملاً حولهما وانه اول من إكتشف الباب الشمالي لجامع النوري قبل 20 سنة). واسترسل الجمعة حديثه بأن (اليونسكو إستخدمت توثيقاته في عمليات إعادة إعمار مئذنة الحدباء). مشيداً بما قدمه الآثاريون الموصليون في إعادة المواقع الأثرية وهم يكملون ما عمل به على مدار السنوات السابقة.