الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كرم الحسين (ع)

بواسطة azzaman

كرم الحسين (ع)

حسين الصدر

 

-1-

ما قصد الامام الحسين بن علي (عليه السلام) ملهوفٌ صاحبُ حاجة إلاّ قضى حاجته وانصرف ظافراً بما أراد .

وهذه النزعة الإنسانية سجية أصيلة في أهل بيت النبوة – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - .

-2-

ونستل من الحكايات والقصص الكثيرة التي احتفظ بها التاريخ للامام الحسين (ع) في هذا الباب قصتُه مع الاعرابي الذي دخل المسجد النبوي الشريف بعد وفاة الامام الحسن (ع) فرآى عبد الله بن الزبير جالساً في ناحية منه ،

وعتبة بن أبي سفيان جالساً في ناحية أخرى فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له الاعرابي :

( اني قتلتُ ابن عمٍ لي ) وطولبتُ بالديّة فهل لك أنْ تعطيني شيئا ؟

فرفَعَ عتبةُ رأسَهُ وقال لغلامِه :

ادفع اليه مائة درهم .

فقال له الاعرابي :

ما أريدُ الاّ الديّة كاملة ،

فلم يُعن به عتبة فانصرف الاعرابي آيسَاً منه ،

فالتقى بابن الزبير فعرض عليه قصته فأمر له بمائتي درهم فردّها عليه ، وأقبل نحو الحسين (ع) فرفع اليه حاجته فأمر له بعشرة آلاف درهم وقال له :

هذه لقضاء ديّتِكَ ،

وأمر له بعشرة آلاف أخرى وقال له :

هذه تلمُ بها شعثك ، وتحسّنُ بها حالك وتنفقُ بها على عيالك .

ففرح الاعرابي كثير واندفع يقول :

طربتُ وما هاج لي معبقُ

ولا لي مقامٌ ولا معشقُ

ولكنْ طربتُ لآل الرسول

فَلذّ لي الشعرُ والمنطقُ

همُ الأكرمون همُ الأنجبون

نجومُ السماء بهم تُشرقُ

سبقتَ الأنامَ الى المكرماتِ

وأنت الجوادُ فلا تُلحقُ

أبوكَ الذي ساقَ بالمكرمات

فقصّر عَنْ سبقهِ السُّبَقُ

به فتح الله بابَ الرشاد

وبابُ الفساد بِكُمْ مُغلقُ

-3 –

حب الحسين (ع) لا يعني كثرة البكاء على مصابه فقط بل يعني الاقتداء به والسير على نهجه ومكارم اخلاقه وفق المتاح من القدرات والإمكانات .

هذا هو الجود بالمال، وهو ليس بشيء قياسا بالجود بالنفس والتضحية بها لاعلاء كلمة الله في الأرض وإنقاذ عباده المظلومين من ظلم الطغاة وجورهم .

ولم يعرف التاريخ في هذا المضمار تضحية بالنفس أكبر من تضحية سيد الشهداء الامام الحسين (ع) بنفسه وولده وأهله واصحابه، وضرب بذلك أروع الأمثلة على الفداء من اجل الإسلام والإنسانية المعذبة .

فسلام الله عليك يا أبا الشهداء قائدا ورائدا ومصلحا ومنقذا للأمة من جور الطغاة وزيغهم وحاميا للدين والمستضعفين ، ومناراً يضيء الدرب للتواقين الى الحياة الحرّة الكريمة.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com


مشاهدات 91
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2025/06/28 - 12:45 AM
آخر تحديث 2025/06/28 - 5:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 152 الشهر 17179 الكلي 11151833
الوقت الآن
السبت 2025/6/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير