الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بعض ما عندي عن جمعة اللامي

بواسطة azzaman

بعض ما عندي عن جمعة اللامي

مليح صالح شكر

انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس 17 نيسان 2025 بالشارقة الصحفي والكاتب العراقي جمعة اللامي.

في سنواتٍ ماضية طويلة، كنت على اتّصالٍ به يكاد أن يكون يومياً وأنا أستفسر عن ملابسات حبسه بقرار من محكمة الثورة بشكوى رئيس جمعية المحاربين القدماء حينئذ الحاج خير الله طلفاح ، نتيجة مؤامرة كما قال لي، حاكها ضده رئيس تحرير مجلة الف باء حسن العلوي.

وقد أوردتُ جميع ملابسات تلك القضية في كتابي (دفاتر صحفية عراقية) الذي صدر في عمان عام 2017 ، والذي أبلغني جمعة أنه اشترى منه أكثر من نسخة من معرض الكتاب العربي في دولة الامارات ليرفقها الى وزارة الثقافة ببغداد كدليل على تعرضه للأذى ليسترد بعضاً من حقوقه التقاعدية.

وقد أرسل لي الكترونيا بعض وثائقه وذكرياته عن تلك الواقعة وكانت بتاريخ يوم الاثنين 9 أيلول والأربعاء 11 أيلول عام 2013، كما أسندت بعض التفاصيل من العدد 440 لمجلة ألف باء  والعدد رقم1677 الصادر في يوم 5-1-1969 للجريدة الرسمية العراقية.

القصة كانت أن حسن العلوي رئيس تحرير مجلة الف باء وافق على نشر مقال ،أثار غضب خير الله طلفاح، الذي كتب مقالاً افتتاحياً غاضباً في جريدته الأسبوعية ( المحارب) بتاريخ 4 تشرين الأول 1978،خصصه لمهاجمة كاتب المقال جمعة اللامي ،وليس رئيس التحرير حسن العلوي ، كما يتضح من صورة نص المقال، ورفع دعوى قضائية ضده بتهمة القدح في الدين الإسلامي والترويج للإلحاد.

ومن الطبيعي أن مقالة اللامي عن ( إنهض أيها القرمطي) قد خلقت ردود فعل كثيرة في العراق، لكننا هنا نناقشها في أطارها الصحفي.ولابد من الإشارة إلى أن اللامي عمل قبل ( ألف باء) ، في مجلة ( وعي العمال) خلال حكم البعث، وسبق له أن تعرض لعداء حزبه الشيوعي العراقي قبل مجيء البعث للسلطة، وفي شباط 1964 ،كما يقول جمعةاللامي في موقعه الالكتروني أنه كان معتقلاً في سجن نقرة السلمان بالصحراء الجنوبية عندما كتب رسالة يعلن فيها استقالته من الحزب الشيوعي العراقي ، وعمل في الصحافة العراقية ، وله عدة مؤلفات منشورة ، وعاش في الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة .وقد أكد اللامي لي في رسالة إلكترونية من الشارقة أن حسن العلوي قد اعتذر له عندما التقاه في دمشق في أواسط التسعينيات من القرن العشرين عمّا ألحقه به من إساءة وأذى. بل ويؤكد اللامي بأن العلوي قد اعتذر له علناً في أوائل عام 1989 ( وبحضور الأخ مظفر النواب، والأخ رياض النعماني، والأخ الراحل أبو صالح العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة فتح، والفنانة شوقية ، وزوجها البصري ، وهو اللقاء الذي تم في منزل العلوي بدمشق، وتم تصويره بالفيديو).

ويوضح اللامي أن كل الأمر ( كان لعبة من طلفاح والعلوي ، وأحد الذين كانوا يعملون معنا في ألف باء)،لكنه لم يكشف اسم هذا الشخص.وقد انتهكت الدولة في هذه القضية ، المادة 29  من قانون المطبوعات رقم (206) لسنة 1968 التي تنص على:

أ – مالك المطبوع الدوري ورئيس تحريره وكاتب المقال المسؤولون عن الجرائم المعينة في هذا القانون وملزمون بالتكافل بدفع التعويض الذي تحكم به المحكمة.

وهكذا لم يدخل رئيس التحرير طرفاً في القضية التي رفعها خير الله طلفاح ضد أشخاص في المجلة وليس ضد المجلة ورئيس تحريرها وفقاً للقانون.

وتعود قضية القرامطة إلى أواسط عام 1975 وجرى عرض مسرحية ( إنهض أيها القرمطي،هذا عصرك ) على قاعة مسرح أكاديمية الفنون الجميلة بموافقة رسمية طبعاً، وبعد بضعة أيام نشرت مجلة( ألف باء) وكان حسن العلوي رئيساً لتحريرها، نقداً مسرحياً ،نشر في الصفحة الثقافية للمجلة ، ويرأسها الشاعر الشيوعي صادق الصائغ ، ويحررها الكاتب الصحفي الشيوعي السابق جمعة اللامي، فتم إيقاف العرض المسرحي والقاء القبض على العاملين في المسرحية والصحفيين، وأودعوا مديريةالأمن العامة بأمر رئيس الجمهورية بالكتاب المرقم 1324/ج/ 1975 بتاريخ 10/6/ 1976.

وكان في مجلة ( ألف باء) في تلك الفترة ، ثلاثةصحفيين بمنصب سكرتير التحرير وهم ، ثامر الفلاحي،وزيد الفلاحي، وجمعة اللامي الذي كان مسؤولاً عن القسمين السياسي والثقافي في المجلة، فاعتبرته أجهزة الأمن بأنه وراء كل المسرحية وما نشر عنها، وفي الوقت نفسه، لم يتمكن صديقه الحميم عزيز السيد جاسم من إنقاذه من ورطته، لأن الحاج خير الله كان وراء اتهام اللامي، وحمى الحاج خير الله، العلوي، إضافة  لعلاقاته الكثيرة مع أصحاب النفوذ في الدولة، ويقال إن حسن العلوي كان مستعداً ( للتضحية بأبيه إرضاءً لأصحاب النفوذ)!! فضحى بجمعة اللامي.وبعد التحقيق ، أحيل الصحفي جمعة اللامي،ومعه المؤلف طارق عبد الواحد الخزاعي ، والمخرج ليث الأسدي، والصحفي حسب الله يحيى الى محكمة الثورة بكتاب مجلس قيادة الثورة رقم 8 في 26/6/1978 وبالدعوى رقم 399/ج/ 1978 ، وكل هذه المتاعب الإدارية والسياسية كانت بسبب الحاج خير الله طلفاح وشكواه ضدهم، بالتواطؤ مع رئيس التحرير حسن العلوي ،بالرغم من أن صحيفة حزب البعث ( الثورة)  روجت كما تؤكد الصورة المنشورة ، لهذه المسرحية ونشرت عنوانها والتفاصيل  كلها.

وأغلقت كل القضية لاحقاً واطلق سراح المعنيين جميعاً، وفقاً لكتاب من ديوان رئاسة الجمهورية، رقم10077  بتاريخ 27/2/ 1979 وهاجر من تمكن منهم الهجرة الى خارج العراق .وانتقل جمعة اللامي الى العمل نائبا لمدير التحرير في صحيفة (الجمهورية) عندما تولى الشاعر حميد سعيد رئاسة التحرير فيها، وكذلك عمل في قسم الأخبار بالاذاعة والتلفزيون عندما أصبح حميد سعيد مديراً عاماً فيها، حتى اختار الهجرة الى خارج العراق.

فرقة القرامطة هي واحدة من أكثر الفرق الإسلامية دموية وعنفاً فى التاريخ الإسلامي والتى سميت بهذا الاسم نسبة إلى الدولة القرمطية التى انشقت عن الدولة الفاطمية، وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، وكان مقر دولتهم بمحافظة الأحساء الحالية فى شرق الجزيرة العربية، ومن جرائمهم سرقة الحجر الأسود من بيت الله الحرام.والقرامطة هم فى الأصل منشقون عن الحركة الإسماعيلية، واعتقدوا بعودة الإمام محمد بن إسماعيل فى صورة المهدى المنتظر، وظنوا بأن الإمام عبيد الله المهدى خدعهم، فأوقفوا الدعوة له، وعارضوا مسألة العصمة، وكان القرامطة يبيحون سفك دماء خصومهم، فأثاروا الرعب والإرهاب فى البصرة والأحواز خلال ثورة الزنج.

واستمر هجوم القرامطة على أطراف مكة، والحجاج القادمين من العراق والشام وغيرها، وهو الأمر الذي أثر بالسلب في أعداد الحجاج، التي راحت تقل عاماً بعد آخر.

  عن موقع بصمة


مشاهدات 67
الكاتب مليح صالح شكر
أضيف 2025/04/25 - 6:17 PM
آخر تحديث 2025/04/26 - 11:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 643 الشهر 28110 الكلي 10908757
الوقت الآن
السبت 2025/4/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير