بسبب الإحترار المناخي
متطوّعون يسعون لإنقاذ منتجع فرنسي للتزلّج يواجه صعوبات
□ سان بيار دو شارتروز (فرنسا)- (أ ف ب) - في منتجع بلانوليه الفرنسي في سلسلة جبال شارتروز، يشرح برونو كوتاف لنحو خمسة عشر متطوعا كيفية عمل أحد مصاعد التزلج الخمسة، إذ ستتولى جمعيته إدارة المنتجع لخمس سنوات، لمواجهة الصعوبات المالية التي يعانيها بفعل الاحترار الحراري.على غرار منتجعات جبلية أخرى، باتت العواصف الثلجية متقلبة في بلانوليه بمنطقة بري ألب (شرق فرنسا)، وبالتالي أصبح موسم التزلج محدودا. وتبلغ العواصف ذروتها على ارتفاع 1300 متر ولا يضم المنتجع سوى مدفعين ثلجيين.
ممارسة التزلج
تقول رئيسة اتحاد البلديات “كور دو شارتروز” الذي كان يتولى إدارة منتجع التزلج سابقا آن لانفان “في ظل الصعوبات، وخصوصا المالية منها، وتأمينا لصيانة المنتجع، اتخذنا هذا الخيار الذي يتيح الحفاظ على إمكان ممارسة التزلج هنا، ولكن من دون استخدام مواردنا المالية».في الشتاء الماضي، أُسنِدَت إدارة المنتجع بصورة طارئة إلى جمعية “نوفيل تراس آن شارتروز».ويقول أمين صندوق الجمعية ميشال غاشون “لقد نفذنا 5400 ساعة من العمل التطوعي، وخلال الأيام القليلة التي فتحنا فيها أبواب المنتجع، حققنا دخلا صافيا بنحو 13 ألف يورو».وتشكّل مرونة عمل الجمعية أحد أسباب الاستعانة بها، بحسب آن لانفان.وتقول “يمكن للمتطوعين تكييف عملهم اعتمادا على الثلوج، ومن شأن ذلك خفض تكاليف الإدارة بشكل كبير».ومع ذلك، تضم الجمعية عددا قليلا من الموظفين، ومنهم مسؤول عن حلبة التزلج ومدير مصاعد التزلج.ويخضع المتطوعون لتدريب على تشغيل مصاعد التزلج ونظام التشغيل وإجراءات السلامة لأيام عدة.في أحدها، اجتمع المتطوعون داخل كوخ خشبي صغير، وأصغوا إلى التوجيهات المتعلقة ببدء تشغيل مصاعد التزلج قبل أن يتبعوا كوتاف مشيا إلى أعلى المنتجع.
جدية كبيرة
يؤكد ميشال غاشون أن “التدريب يرمي إلى ضمان عدم تعرّض المتزلجين لمخاطر. فحتى لو كان العاملون في المنتجع متطوعين، يتسم تدريبهم بجدية كبيرة».يقول برونو كوتاف “لدينا هذا العام 36 متطوعا”، مضيفا “نحتاج إلى أربعة متطوعين يوميا لإدارة مصعدي تزلّج».من بين المتطوّعين، مارين سيبيلا (43 عاما)، وهي مصممة غرافيك تعمل لحسابها الخاص. وتقول “لدي أربعة أبناء، وأريد أن يواصلوا الاستمتاع بالمنتجع. وبفضل الجمعية، سيتمكنون من مواصلة التزلج هنا».وتقول كاترين شوبان، وهي متطوعة ومدرّسة في ميريبيل لي زيشيل على بُعد بضعة كيلومترات من منطقة بلانوليه “إذا خصص الجميع بضعة أيام في الموسم، فسنتمكّن جميعنا من الاستمتاع بالتزلج».هذه الفرصة ليست مُتاحة لمنتجعات جبال الألب الصغيرة الأخرى، مثل نوتردام دو بري وسين لي زالب اللذين أعلنا أخيرا التوقف عن العمل.ومع تساقط رقاقات الثلج الأولى على سلاسل جبال الألب، يبدو أن الموسم واعد إلى حد ما في بلانوليه.لكن هذا لا يمنع المنطقة من التفكير في مستقبلها الذي لم يعد يعتمد فقط على التزلج، بحسب لانفان. وتقول “علينا أن نعمل على صيغة عمل أخرى، لكنّ التحوّل لا يعني إنهاء التزلج”، مضيفة “ينبغي مواصلة هذا النشاط طالما نحن قادرون على ذلك، لكنّ الهدف الرئيسي ليس التزلج، بل تنويع أنشطتنا الســياحية».