ستراتيجية الأزمة وعوامل النجاح .. وضوح الرؤية وحكمة القيادة وشفافية التواصل
احمد فكاك البدراني
ان بناء استراتيجية فعّالة لإدارة الأزمة يعتمد بشكل أساسي على وضوح الرؤية ، هذا يعني أنه يجب على القائمين على الاستراتيجية أن يكون لديهم فهم دقيق للموقف اولا ، ثم تحديد واضح للأهداف والنتائج المرجوة.
ويمكن تلخيص الخطوات الأساسية لبناء استراتيجية أزمة شاملة كالتالي:
1.تحليل الوضع القائم:
•جمع كافة البيانات والمعلومات المتاحة حول الأزمة.
•تحديد نطاق تأثير الأزمة والأطراف المتأثرة.
2.تحديد الأهداف:
•ما هي النتائج التي تسعى لتحقيقها خلال الأزمة؟
•يجب أن تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس وتحقيقها مقترن او مرتبط بزمن.
3.تطوير خطة عمل واضحة ووعلى جناح السرعة :
• وضع خطط للتواصل الداخلي والخارجي.
• تحديد المهام والمسؤوليات لكل فرد في الفريق.
4. إعداد سيناريوهات متعددة:
• التفكير في أسوأ الاحتمالات والاستعداد لوقوعها ووضع حلول مقترحة لمعالجة إشكاليتها . اما إذا جاء أفضلها فهذا هو المطلوب باقل تقدير أفضلها.
• تصميم خطط احتياطية لكل سيناريو ، سيناريوهات متعددة معتمدة من مراكز دراسات رصينة.
5.تحديد قنوات الاتصال:
•ضمان وجود قنوات اتصال فعّالة مع كافة الأطراف المعنية.
•التأكيد على سرعة ودقة المعلومات.
6.المراجعة والتقييم المستمر:
•تقييم تنفيذ الاستراتيجية بشكل دوري.
•إجراء التعديلات اللازمة بناءً على تطور الأزمة.
الرؤية الواضحة تضمن توجيه الجهود نحو الحل الأمثل وتجنب العشوائية في إدارة الأزمة لان العشوائية ستكون ضربة حظ لا تصيب إلا في الحالات النادرة.
7. القيادة الحكيمة والفاعلة والجريئة باتخاذ القرار .
قرارات سريعه
• يجب أن تكون القيادة قادرة على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة بناءً على المعلومات المتاحة ولا تسمح بالتجاوز على قراراتها .
• القادة بحاجة إلى مهارات التواصل الجيد ، القدرة على التفكير الاستراتيجي، وإدارة فرق العمل بكفاءة أثناء الضغوط او باستخدام القوى الناعمة او غير الناعمة إذا تطلب الأمر .
8. تحديد أصحاب المصلحة ومعرفة وجهات النظر وأيها الأقرب ويمكن التعامل معها .
• تحديد جميع الأطراف المتأثرة بالأزمة (موظفين، عملاء، شركاء، جهات حكومية).
• فهم احتياجاتهم وتوقعاتهم للتواصل معهم بفعالية وطمأنتهم.
9. التواصل الشفاف ..
• يجب أن يكون التواصل صادقًا وشفافًا مع الأطراف المختلفة من اجل تعميق جسور الثقة والحرص على عدم إخفاء معلومات او نوايا والإيمان بأن الحلول قادمة ومطمئنة على اقل تقدير .
• الامتناع عن نشر الشائعات أو تقديم معلومات غير دقيقة او كشف الأدوار والاسرار ، لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الأزمة أو إلى نتائج عكسية .
10. إدارة الموارد بذكاء
• تحديد الموارد المتاحة (بشرية، مالية، تقنية) واستثمارها بحكمة.
• ضمان وجود مرونة لإعادة توزيع الموارد عند الحاجة.
11. التركيز على الحلول بدلاً من اللوم وكيل الاتهامات بين اعضاء الفريق ، تأجيل الخلافات الصغيرة .
•أثناء الأزمات، قد تنشأ توترات داخل الفريق أو مع الأطراف الخارجية. يجب التركيز على الحلول بدلاً من إلقاء اللوم، مما يعزز التعاون والإنتاجية.
12. بناء نظام إنذار مبكر للأزمات المستقبلية .
دروس مستفادة
•بعد انتهاء الأزمة، قم بتحليل أسبابها ودروسها المستفادة.
•تطوير نظام مراقبة يتيح التنبؤ بالمشكلات المحتملة قبل أن تتحول إلى أزمات كبيرة.
13. تعزيز الثقافة التنظيمية لإدارة الأزمات
•تدريب الفرق على مواجهة الأزمات من خلال محاكاة مواقف افتراضية مشابهة.
•غرس ثقافة التحلي بالمرونة والتفكير الاستباقي.
14. تحديد معايير النجاح
•وضع معايير محددة لقياس نجاح الاستراتيجية مثل:
•مستوى رضا العملاء.
•سرعة الاستجابة للأزمة.
•استعادة النشاط الطبيعي للعمل.
تقليل الخسارة او تأجيلها
15. العبرة من الماضي والتعلم من الأزمات السابقة .
•مراجعة أزمات مماثلة حدثت داخليًا أو خارجيًا للاستفادة من تجاربها.
•التعرف على استراتيجيات الإدارة الناجحة والأخطاء التي يجب تجنبها.
16. المتابعة النفسية والاجتماعية .
•الأزمات تؤثر غالبًا على الأفراد نفسيًا وعاطفيًا، سواء كانوا موظفين أو عملاء وحتى فريق العمل والمتابعين .
•توفير الدعم اللازم للفرق المتضررة لضمان استعادة التوازن وتحفيز الإنتاجية.وهنا يمكننا القول ان وضوح الرؤية هو الأساس ، لكنه يحتاج إلى إطار عملي ومتكامل لضمان التطبيق السليم ، مع التأكيد على أهمية المرونة والاستجابة السريعة في ظل المتغيرات المفاجئة . وبناء استراتيجية لإدارة الأزمات بشكل فعّال لا يقتصر على مجرد وضوح الرؤية على الرغم من كونها الاساس ، بل يتطلب أيضًا الأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر أساسية تعمل معًا لضمان النجاح.