التعايش في العراق.. نموذج للوحدة والتضامن بين المسلمين والمسيحيين
جاسم الفلاحي
يُعتبر العراق نموذجًا حيًا للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين، حيث يعيش أبناء الديانتين جنبًا إلى جنب في تناغم واحترام متبادل. تتجسد هذه الوحدة في العديد من المدن العراقية، مثل بغداد، حيث تتلاصق الكنائس مع المساجد، مما يعكس عمق التفاهم والتعاون بين الجانبين. على سبيل المثال، في منطقة المشتل ببغداد، تتعاون رعية كنيسة الصعود مع جامع الإمام علي المجاور في مختلف المجالات، ويقوم المسلمون بتخفيف صوت الأذان خلال مناسبات المسيحيين الدينية احترامًا لمشاعرهم.
مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، تتزين المدن العراقية بالزينة والأنوار، ويشارك المسلمون المسيحيين في احتفالاتهم، مما يعكس روح المحبة والتآخي بين أبناء الوطن الواحد. تُعد هذه المناسبات فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية وترسيخ قيم المحبة والسلام، حيث يُظهر المسيحيون في العراق إصرارًا على الاحتفاء بعيد الميلاد بالتركيز على القيم الروحية والتضامن مع المحتاجين والمتضررين، مما يعكس عمق إيمانهم بالإنسانية المشتركة.
مؤسسات رسمية
ويجسد التعايش الديني في العراق بوضوح من خلال الحقوق التي يتمتع بها المسيحيون، حيث يحظون بتمثيل في البرلمان والمؤسسات الرسمية. هذا التوازن يعكس وحدة النسيج الوطني ويظهر في المناسبات المختلفة، حيث يشارك المسلمون والمسيحيون في الاحتفالات ويتبادلون التهاني والتبريكات، مما يعزز من قوة التماسك الاجتماعي.
إن الدور المحوري الذي تلعبه القيادة العراقية في ترسيخ قيم التعايش لا يمكن تجاهله. تُظهر التصريحات الرسمية والتهاني الصادرة عن المسؤولين العراقيين في المناسبات الدينية التزامهم بتعزيز الوحدة الوطنية كركيزة أساسية لاستقرار البلاد.
إلى جانب ذلك، تلعب المؤسسات المجتمعية دورًا فعّالًا في تعزيز الحوار بين الأديان. يسهم المركز العراقي لبحوث التعايش الديني، على سبيل المثال، في إزالة الحواجز وبناء جسور من التفاهم والاحترام بين المسلمين والمسيحيين.
ومع حلول الأعياد المجيدة، تحمل القلوب العراقية رسائل المحبة والسلام لإخوانهم المسيحيين في الداخل والخارج. إنها لحظة للتأمل في معاني التعايش وقـيم الإنسانية المشــــــتركة، وللتأكيد على أن العراق سيظل نموذجًا متفردًا في وحدته الوطنية وتماسك شعبه.
قوة دافعة
إن هذه الأجواء التي تملأ العراق بالأمل والفرح ليست سوى انعكاس لروح العراقيين وتطلعاتهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا. إن المحبة والوئام اللذين يميزان هذا البلد هما القوة الدافعة لبناء مجتمع قوي ومستدام، يظل عنوانه الأكبر الوحدة والتكاتف.