عزيز علي أول مونولوجست يغني في إفتتاح إذاعة بغداد
فن يتميّز بالرصانة والتمسّك بالدّفاع عن حقوق العراقيين
بغداد - جواد الرميثي
ولد المطرب والمنلوجست والشاعر والممثل عزيز علي عبد العزيز علي حاتم هانئ (عزيز علي) في الشيخ بشار من جانب الكرخ ببغداد في 27 أب 1911، ( ومنهم من يذكر انه من مواليد 1908 واخرين يقولون مواليد 1910).
أكمل دراسته الابتدائية عام 1924م، وأشتهر بغناء (المونولوج) الذي لم يكن معروفا أو مألوفا في أوساط الغناء العراقيه قبله، مارس مهنة التمثيل في المسرح عندما كان شابا في الخامسة عشر من عمره، وانضم الى أول فرقة مسرحية عراقية اسسها الفنان حقي الشبلي عام 1927 ( الفرقة التمثيلية الوطنية )، ومن الذين مثلوا معه،الفنان محمد القبانجي، الفنان أحمد حقي الحلي، سليم بطي نديم الاطراقجي وغيرهم من رواد التمثيل والمسرح في العراق. و قدمت الفرقة مسرحية منها: وحيدة، صلاح الدين الايوبي وجزاء الشهامة.
كان عزيز علي فنانا ناقدا في مرحلته الفنية الأولى، من عام 1937 لغاية عام 1939، وناقدا سياسيا بعد هذه المرحلة، بل أصبح من أكثر الداعين إلى الثورة، ونتاجه في هذه المراحل كلها، يدل على نضج فكري ووعي سياسي والتزام مبدئي، وهذا يتضح في موقفه المعلن ومساندته ومشاركته الفعلية في ثورة مايس 1941، حيث اعتقل وسجن بسببها.
لم يغنِّ عزيز علي للرؤساء والحكام، ولا في الحفلات الخاصة، ونقل المونولوج من الغناء الساذج وعادات الغيرة والسحر والنميمة إلى الغناء الرصين والوطني المحرض للجماهير ضد الاستعمار والرجعية والتمسك بالدفاع عن حقوق العراقيين.
درس الأوزان الشعرية، والموسيقى، واستطاع من خلالها اختيار البحر الشعري المناسب لكل مونولوج، كما أجاد كتابة الشعر، وكتب كل مونولوجاته التي يربو عددها على 400، إضافة إلى امتلاكه صوتا جميلا ومعبرا وأداء راقيا.
افتتاح إذاعة
ومن أبرز مونولوجاته دكتور، عال العال، بستان، الراديو، السفينة، الركعه زغيرة، انعل ابو الفن، الطاوه محروكه، الحجي الصدى، عشنه وشفنه، منه منه مصايبنه وطلايبنه وغيرها الكثير، وهو أول مونولوجست يغني في افتتاح إذاعة بغداد عام 1937.عاش حياته مضطهدا وملاحقا من السلطات العراقية المتعاقبة، ليس لارتكابه جرائم بل لمواقفه الوطنية، أول عقوبة بحقه كانت فصله من المدرسة عام 1926 لمعارضته استغناء الإدارة عن أحد أساتذته، وسجن عام 1928 بسبب تزعمه المظاهرات ضد الإسرائيلي ألفريد موند، وأطلق سراحه بشرط مغادرته العاصمة بغداد، فاضطر للسكن في كربلاء، وافتتح محلا لبيع الأحذية لتأمين معيشته.
يجيد 7 لغات منها: الروسية، التشيكية، الالمانية، الفارسية، الكردية اضافة الى لغته العربية في كانون الأول سنة 1968 اناطت به وزارة الثقافة والاعلام في العراق تأسيس مدرسة الأطفال الموسيقية، فبادر باستقدام خبراء موسيقين من الاتحاد السوفيتي، واستورد الالات الموسيقية المطلوبة لهذه المدرسة على حساب وزارة الثقافة والاعلام، واشرف على إدارة هذه المدرسة سنتين.في عام 1975 تم فتح أحد صناديق البنك المتروكة لمدة زادت عن 25 عاما فوجِد فيه أسماء لأحد المحافل الماسونية في العهد الملكي، وكان اسم عزيز علي من ضمنها، فاعتقل على اثرها وسجن لمدة قاربت السنتين، ثم أطلق سراحه لكبر سنه. في العام 1998 غادر الحياة بسبب أمراض الشيخوخة، دون أن يذكره أحد، لروحه الرحمة والمغفرة.