وفدان أردني وسعودي يلتقيان الشرع في دمشق لتأكيد دعم الإدارة الجديدة
العراق والإمارات يشدّدان على توحيد الجهود بشأن سوريا والمنطقة
بغداد - قصي منذر
أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال مباحثات هاتفية مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضرورة توحيد مسارات العمل العربي والتنسيق المشترك لدعم الشعب السوري. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السوداني أجرى مباحثات هاتفية مع بن زايد، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، في إطار الشراكات المنتجة التي تدعم برامج التنمية والمصالح المشتركة، إضافة الى البحث في تطورات الأوضاع في المنطقة)، وأشار الى ان (الاتصال شهد استعراض الجهود العربية لدعم الاستقرار في سوريا، وتأكيد ما سبق للعراق أن قدمه في ورقةً العمل في اجتماع العقبة بهذا الشأن)، واكد السوداني (ضرورة توحيد مسارات العمل العربي والتنسيق المشترك، ودعم الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة)، مجدداً (وقوف العراق الى جانب جهود التهدئة والاستقرار، وأهمية بذل المزيد من الجهود لإغاثة سكان غزّة، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ومنع الصراع من الاتساع في المنطقة، وترسيخ وقف إطلاق النار في لبنان). فيما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بعدما التقى في دمشق القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، على ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الأردني.ونقلت قناة المملكة الرسمية عن الصفدي تأكيده (استعداد الأردن لتقديم كافة أشكال الدعم لسوريا، ومساعدته في عملية إعادة الإعمار)، مشيرا إلى أن (إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل)، وتابع أن (التجارة والحدود والمساعدات والربط الكهربائي بين البلدين)من بين الملفات التي طرحت في المباحثات، إضافة إلى مناقشة الجانب الأمني)، وأكد الصفدي أن (الإدارة الجديدة في سوريا يجب أن تأخذ فرصتها لوضع خططهم، وأولويتهم واضحة بإعادة بناء وطنهم والأمن والاستقرار)، ومضى الى القول (نحن متوافقون على دعم الشعب السوري في إعادة بناء دولته، وان الدول العربية متفقة على دعم سوريا في هذه المرحلة دون أي تدخل خارجي)، وأعرب الصفدي عن أمله في أن (تكون هناك حكومة تمثل جميع الأطياف في سوريا)، وجدد تأكيده أن (الأردن سيقف دوماً بجانب الشعب السوري)، مضيفا (ندعم العملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد). من جانبه، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن (الموقف الأردني تجاه الأحداث الأخيرة في سوريا، يعبر عن صدق العلاقات بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى دعمه لتحقيق الأمن لسوريا ووحدة أراضيها واستقرار مؤسساتها)، مشيرا إلى أن (هذا الاستقرار ينعكس إيجابًا على مصالح الدولة الأردنية ويرسخ أمن حدودها). في وقت، أكدت إيران، دعمها سيادة سوريا بعد سقوط الأسد، إثر هجوم لفصائل المعارضة. وقال الناطق باسم الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي (موقفنا المبدئي بشأن سوريا في غاية الوضوح، والحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، على أن يقرر الشعب في سوريا مستقبله من دون تدخل أجنبي مدمر)، وأضاف إن (سوريا يجب ألا تصبح ملاذا آمنا للإرهاب)، وشدد بقائي على ان (إيران ليس لديها اتصال مباشر مع القيادة الجديدة في سوريا). واكّد مصدّر مقرب للحكومة السعودية، أنّ وفدا حكوميا سعوديا التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة في دمشق. وقال المصّدر أنّ (وفدا حكوميا رفيعا التقى الشرع في دمشق )، وأشار المصدر إلى أن (المحادثات ركزت على الوضع في سوريا والقضاء على الكبتاغون وغيرها من موضوعات)، وأضاف أنّ (المخاوف الرئيسة الآن هي أنّ تفعل الإدارة الجديدة ما تقول، في إشارة ولاسيما إلى وعود الشرع بشأن حل الفصائل المسلحة وعدم تشكيل سوريا تهديدا لجيرانها). ويشكّل تهريب المخدرات أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة لدول خليجية ولاسيما السعودية التي باتت سوقاً رئيسة لحبوب الكبتاغون المصنّعة بشكل رئيس في سوريا.و ضبطت السعودية خلال السنوات الماضية ملايين من أقراص الكبتاغون مصدرها لبنان، حيث اتهمت حزب الله، حليف نظام الأسد، بالوقوف خلفها.
وقطعت السعودية، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في شباط/فبراير 2012، احتجاجاً على استخدام القوة في قمع احتجاجات شعبية قامت العام 2011 سرعان ما تحولت الى نزاع مدمر. وقدمت السعودية إلى جانب قطر ودول عربية أخرى، ولاسيما في السنوات الأولى للنزاع، دعماً للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير النظام في سوريا، لكن تغييراً طرأ على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وعادت الزيارات واللقاءات بين مسؤولي دمشق والرياض.