التجاوزات الإسرائيلية الخطيرة على سوريا
سامي الزبيدي
منذ ان بدأت هيئة تحرير الشام عملياتها العسكرية التي تمكنت خلالها من السيطرة على ادلب ثم مدينة حلب التي تعتبر من اكبر واهم المدن السورية ولاحقا مدن حماة وحمص ثم تمكنت من السيطرة على العاصمة دمشق دون ان تتعرض لمقاومة جدية من الجيش السوري الذي كان ينسحب أمام تقدم قوات المعارضة ويبرر ذلك بإجراءات تكتيكية لكنها في الحقيقة كانت هزائم مذلة في سيناريو لم يتوقعه أحد ومنذ ذلك الوقت بدأت اسرائيل بمهاجمة مقرات ومطارات وقواعد الجيش السوري ودمرت اغلب قواته البرية والجوية وأسلحة الدفاع الجوي كما دمرت القوة البحرية السورية في ميناء اللاذقية ودمرت مراكز الأبحاث ومخازن الأسلحة والاعتدة والصواريخ وبذلك تكون قد دمرت أكثر من 70% من قدرات القوات السورية والأخطر من هذا كله فان اسرائيل احتلت المنطقة العازلة بينها وبين القوات السورية في هضبة الجولان واحتلت جبل الشيخ العارضة الإستراتيجية في الهضبة وتمددت حتى خارج المنطقة العازلة لتحتل أكثر من 180 كيلومتر مربع من الأراضي السورية وباتت القوات الإسرائيلية على بعد اقل من خمسة وعشرين كيلومتر من العاصمة السورية دمشق ورغم مرور أكثر من أسبوع على التجاوزات والاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة على سوريا لم نسمع من قادة هيئة تحرير الشام ولا إدارة العمليات العسكرية ولا القائد العام لإدارة العمليات العسكرية احمد الجولاني أو (الشرع ) ولا من رئيس الحكومة المؤقتة ولا من أي قائد عسكري أو مسؤول سوري جديد أي تصريح يندد بتجاوزات اسرائيل الخطيرة ويتوعدها بإجراءات على الأقل دبلوماسية وليست عسكرية لان قوات المعارضة السورية ليس لديها القدرة في الوقت الحاضر على مواجهة التهديدات والتجاوزات الإسرائيلية عسكرياً في حين ان احد الفصائل السورية من إدارة العمليات العسكرية والموالية لتركيا يخوض معارك ضارية مع أشقائهم السوريين الأكراد من قوات قسد وتمكنت من اخرج الأكراد من مدن منبج ودير الزور وسيطرة عليهما خدمة لتركيا لإبعاد الأكراد السوريين عن الحدود التركية لكن أي فصيل مسلح ولا إدارة العمليات العسكرية تصدت للقوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة التي احتلتها وستبقى فيها حسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه الذي أمر قواته بالبقاء في جبل الشيخ هذا الشتاء فماذا تعني هذه التطورات الخطيرة والسكوت على التجاوزات الإسرائيلية على القوات والأراضي السورية ؟ هذا سؤال يتردد على السنة المتابعين للأحداث في سوريا وعلى السنة العرب وحتى السوريين ودون أي جواب لكن الجواب كما اعتقد يعرفه قادة العمليات العسكرية في سوريا وتعرفه تركيا وقطر وأمريكا وإسرائيل ويعتقد العديد من الخبراء والمتابعين ان هناك اتفاقا بين قادة العمليات العسكرية السورية وإسرائيل وتركيا بهذا الأمر وتصريح رئيس هيئة تحرير الشام احمد الجولاني قبل أيام عندما قال لا نريد حروب جديدة في سوريا هو تلمح الى ذلك لكن يبقى الجواب على سكوت قادة سوريا الجدد على التجاوزات الإسرائيلية الخطيرة على سوريا مبهم لحد الآن والى ان تتكشف الأمور وخفايا الأحداث سنبقى في انتظار الجواب الشافي من قادة سوريا الجدد .