1
سأُغمضُ عينيَّ،
كي تصهل خيولُ أحلامي بحريةٍ
في محراب الإغتراب..
لتحتضنَ الطرق الطويلة..
صَوبَ ينابيع دقات قلبي ،
واُلامس ضوء شموع كي يَغتالَ الظلام ..
ليمسح الدموع عن وجنّتي يتيمٍ
إكتساهُ عرى الفقر في أزمنة القُبح والهزائم..
ولكن ..!! لم يفت الأوان ..
رغم جِراحِنا المُعتّقةِ منذ الأزل..
وفي دروب العبرات ..
مُروجُنا ونظرات الارض الرحيمة
تمسح الدموع عن مَآقينا كي لا نفقد الأمل..
ورغم خريف عُمرنا وعدّنا التنازلي
في سنوات العمر ..
رغم تعاريج الدروب وكثرة الترحال..
سيظل الجبلُ صديقنا،
دمنا المسكوب في غُربتنا ..
مَرثيتُنا التي رسمت أوشام الوَجع..
كلما طرقَ الحنين أبواب قلوبنا اشتياقاً لحُلمٍ
لم تشرق شمسهُ بعدُ في عيوننا..
رغم نبض المسافات..
رغم حضن الصباحات
ونسمات الشرق الدامي
*** ***
2
في مدينة (باعدرى)*..
قالت لي طالبةٌ تَخشى الأمطار من أن تبللها..
الأحلامُ تُوَشوِشُ في اُذنيها ثملة ،
حين حَدَثتُهُم عن عشق الوطن وشمسه..
عن ذكرياتي وأطلالي التي الهثُ وراءَها
عن ليالي الغربة برفقة عواصف الشتاء !
أيا ايها الشاعر …!!
لِمَ لا تغدق ظِلكَ على الوطن
ما دُمتَ مُتيماً بهِ حد الثمالة ..
كفاكَ أيها الطائر تَحليقاً وترحالاً..
دعنا نُدَفئ أنفُسَنا بِعشقكَ للوطن.. !
حينها.. وكأن ناطِحةُ حُزنٍ اكتست روحي
فأجبتها قائلاً:
من أخبركِ بأنَ كل من يعيش
في ظل الوطن وعلى أرضهِ يعشقه
كي أشُدَّ رِحالي وأرجع لكم ؟
وقتها ..هَبَّ ضبابٌ على مدينة باعدري
على أطلال الذكريات ..
ركضتُ أبحثُ عن نفسي كراقصٍ أعرَج
قبل أن أتكسر تحت ضغط مرتفعات روحي وخيباتي
والحرب التي بدأتها معها .
فَمن نوافدها أرى ملامحي القديمة
وأنا طفل صغير في حُضنِ سيدة التراب
لكن ..!
اليومَ خيولُ أحلامي حزينةٌ رغم حُريتها ..
وبعيدةٌ عن أرض الخوف.. !!
باعذرة : بالكوردية باعدرى وهي بلدة تقع في قضاء الشيخان ، اغلبية سكانها من الايزديين. ويلقي الشاعر سنويا محاضراته على طلاب وطالبات اعدادية باعدرى المختلطة.