الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قهوة‭ ‬الغربة‭ ‬شَهدُ‭ ‬وطنٍ

بواسطة azzaman

قهوة‭ ‬الغربة‭ ‬شَهدُ‭ ‬وطنٍ

بدل رفو

 

1

سأُغمضُ‭ ‬عينيَّ،‭ ‬

كي‭ ‬تصهل‭ ‬خيولُ‭ ‬أحلامي‭ ‬بحريةٍ

‭ ‬في‭ ‬محراب‭ ‬الإغتراب‭..‬

لتحتضنَ‭ ‬الطرق‭ ‬الطويلة‭..‬

صَوبَ‭ ‬ينابيع‭ ‬دقات‭ ‬قلبي‭ ‬،

واُلامس‭ ‬ضوء‭ ‬شموع‭ ‬كي‭ ‬يَغتالَ‭ ‬الظلام‭ ..‬

ليمسح‭ ‬الدموع‭ ‬عن‭ ‬وجنّتي‭ ‬يتيمٍ

‭ ‬إكتساهُ‭ ‬عرى‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬القُبح‭ ‬والهزائم‭.. ‬

ولكن‭ ..!! ‬لم‭ ‬يفت‭ ‬الأوان‭ ..‬

رغم‭ ‬جِراحِنا‭ ‬المُعتّقةِ‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭.. ‬

وفي‭ ‬دروب‭ ‬العبرات‭ ..‬

‭ ‬مُروجُنا‭ ‬ونظرات‭ ‬الارض‭ ‬الرحيمة‭ ‬

تمسح‭ ‬الدموع‭ ‬عن‭ ‬مَآقينا‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭.. ‬

ورغم‭ ‬خريف‭ ‬عُمرنا‭ ‬وعدّنا‭ ‬التنازلي

‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭ ..‬

رغم‭ ‬تعاريج‭ ‬الدروب‭ ‬وكثرة‭ ‬الترحال‭.. ‬

سيظل‭ ‬الجبلُ‭ ‬صديقنا،

دمنا‭ ‬المسكوب‭ ‬في‭ ‬غُربتنا‭ ..‬

مَرثيتُنا‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬أوشام‭ ‬الوَجع‭.. ‬

كلما‭ ‬طرقَ‭ ‬الحنين‭ ‬أبواب‭ ‬قلوبنا‭ ‬اشتياقاً‭ ‬لحُلمٍ‭ ‬

لم‭ ‬تشرق‭ ‬شمسهُ‭ ‬بعدُ‭ ‬في‭ ‬عيوننا‭.. ‬

رغم‭ ‬نبض‭ ‬المسافات‭..‬

رغم‭ ‬حضن‭ ‬الصباحات

‭ ‬ونسمات‭ ‬الشرق‭ ‬الدامي

‭***      ***‬

‭ ‬2

في‭ ‬مدينة‭ (‬باعدرى‭)*.. ‬

قالت‭ ‬لي‭ ‬طالبةٌ‭ ‬تَخشى‭ ‬الأمطار‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تبللها‭.. ‬

الأحلامُ‭ ‬تُوَشوِشُ‭ ‬في‭ ‬اُذنيها‭ ‬ثملة‭ ‬،

حين‭ ‬حَدَثتُهُم‭ ‬عن‭ ‬عشق‭ ‬الوطن‭ ‬وشمسه‭..‬

عن‭ ‬ذكرياتي‭ ‬وأطلالي‭ ‬التي‭ ‬الهثُ‭ ‬وراءَها‭ ‬

عن‭ ‬ليالي‭ ‬الغربة‭ ‬برفقة‭ ‬عواصف‭ ‬الشتاء‭ !‬

أيا‭ ‬ايها‭ ‬الشاعر‭ …!!‬

لِمَ‭ ‬لا‭ ‬تغدق‭ ‬ظِلكَ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬

ما‭ ‬دُمتَ‭ ‬مُتيماً‭ ‬بهِ‭ ‬حد‭ ‬الثمالة‭ ..‬

كفاكَ‭ ‬أيها‭ ‬الطائر‭ ‬تَحليقاً‭ ‬وترحالاً‭..‬

دعنا‭ ‬نُدَفئ‭ ‬أنفُسَنا‭ ‬بِعشقكَ‭ ‬للوطن‭.. !‬

حينها‭.. ‬وكأن‭ ‬ناطِحةُ‭ ‬حُزنٍ‭ ‬اكتست‭ ‬روحي‭ ‬

فأجبتها‭ ‬قائلاً‭:‬

من‭ ‬أخبركِ‭ ‬بأنَ‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش

‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الوطن‭ ‬وعلى‭ ‬أرضهِ‭ ‬يعشقه‭ ‬

كي‭ ‬أشُدَّ‭ ‬رِحالي‭ ‬وأرجع‭ ‬لكم‭ ‬؟

وقتها‭ ..‬هَبَّ‭ ‬ضبابٌ‭ ‬على‭  ‬مدينة‭ ‬باعدري‭ ‬

على‭ ‬أطلال‭ ‬الذكريات‭ ..‬

ركضتُ‭ ‬أبحثُ‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬كراقصٍ‭ ‬أعرَج‭ ‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬أتكسر‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬مرتفعات‭ ‬روحي‭ ‬وخيباتي‭ ‬

والحرب‭ ‬التي‭ ‬بدأتها‭ ‬معها‭ .‬

فَمن‭ ‬نوافدها‭ ‬أرى‭ ‬ملامحي‭ ‬القديمة‭ ‬

وأنا‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭ ‬في‭ ‬حُضنِ‭ ‬سيدة‭ ‬التراب

لكن‭ ..! ‬

اليومَ‭ ‬خيولُ‭ ‬أحلامي‭ ‬حزينةٌ‭ ‬رغم‭ ‬حُريتها‭ .. ‬

وبعيدةٌ‭ ‬عن‭ ‬أرض‭ ‬الخوف‭.. !!‬

باعذرة‭ : ‬بالكوردية‭ ‬باعدرى‭  ‬وهي‭ ‬بلدة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬الشيخان‭ ‬،‭ ‬اغلبية‭ ‬سكانها‭ ‬من‭ ‬الايزديين‭. ‬ويلقي‭ ‬الشاعر‭ ‬سنويا‭ ‬محاضراته‭ ‬على‭ ‬طلاب‭ ‬وطالبات‭  ‬اعدادية‭ ‬باعدرى‭ ‬المختلطة‭.  ‬


مشاهدات 76
الكاتب بدل رفو
أضيف 2024/12/14 - 11:54 AM
آخر تحديث 2024/12/14 - 4:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 304 الشهر 5845 الكلي 10061940
الوقت الآن
السبت 2024/12/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير