الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الخاسر من لا يملك إلا إستراتيجية واحدة

بواسطة azzaman

الخاسر من لا يملك إلا إستراتيجية واحدة

احمد فكاك البدراني

 

في عالمٍ يزداد تعقيدًا وتغيرًا يومًا بعد يوم، تصبح القدرة على التكيف وإعادة النظر في الأساليب والاستراتيجيات أمرًا حاسمًا للنجاح. الشخص أو المؤسسة او الدولة التي تعتمد على استراتيجية واحدة كوسيلة لتحقيق أهدافها، تعرّض نفسها لخطر الفشل في مواجهة التحديات والتغيرات غير المتوقعة.

الجمود الاستراتيجي:

خطر التوقف عند خيار واحد ، الاعتماد على استراتيجية واحدة يشبه السير في طريق وحيد بلا مخرج. قد تكون هذه الاستراتيجية فعالة في بعض الأحيان، لكنها لن تكون مناسبة في جميع الظروف. عندما تواجه عقبة غير متوقعة، يصبح الجمود الاستراتيجي عائقًا كبيرا يعيق تحقيق التقدم او حتى التراجع المدروس ، بل قد يؤدي إلى الانهيار التام والفشل والخسارة الكبرى .

تظهر أمثلة عديدة لهذا النمط في التاريخ، سواء على مستوى الأفراد أو الشركات او الدول .و قبيل ذلك إذا اردنا ان نبدأ بشكل تصاعدي ، الشركات التي لم تواكب التطور التكنولوجي، مثل شركات إنتاج الأفلام الفوتوغرافية التي تمسكت باستراتيجياتها التقليدية رغم الانتقال العالمي نحو التصوير الرقمي كيف كانت وكيف أضحت وما آلت اليه .. واذهب إلى ابعد من ذلك ، فحرب العراق عام 2003 ، كانت ستراتيجية النظام انذاك هي احراج الحكومات العربية واستدراجها عن طريق الشارع العربي الذي يعبئ وجدانيا امام اي اعتداء ( اسرائيلي ) على اي جزء من اجزاء الوطن العربي بسبب الشحنات القومية التي تغذى بها المجتمع العربي بعد عام 1948 وإعلان ( دولة اسرائيل ) في الأراضي العربية المحتلة ، ولكن سياسة ضبط النفس التي ( الاسرائيليه ) رغم الذي اصاب المدن بعد اطلاق 39 صاروخ أرض أرض افشل ستراتيجية مشاعر الشارع العربي ، وتحقق ( لاسرائيل ) مكاسب مادية كبيرة وتعهدات من الدول الكبرى ، فضلا عن امور اخرى .. اما العراق فقد دفع ثمن إستراتيجيته الواحده وما زال يدفع . وكذلك ستراتيجية بشار الاسد الذي لعب على عنصر الزمن وكسب الجولة الاولى لكن سرعان ما انهار لعدم وجود ستراتيجية اخرى كانت لتبقيه عمرا آخر لو انه وجدها .

أهمية المرونة والتنوع الاستراتيجي :

المرونة في التفكير وتبني استراتيجيات متعددة يمنح الشخص أو المؤسسة او الدولة القدرة على تجاوز العقبات، واستغلال الفرص الجديدة. فالتنوع في الاستراتيجيات ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة للبقاء.

من أمثلة ذلك عالم ريادة الأعمال، حيث يكون التكيّف مع تغيرات السوق أساسيًا. فشركة تتخصص في منتج معين دون الاستعداد لتطوير منتجات جديدة تخاطر بفقدان حصتها السوقية عندما تتغير أذواق المستهلكين أو تظهر منافسة جديدة ، وكذلك العلاقات الدولية التي تقام على اساس المصالح المنظورة والمستقبلية ، وهذا يحتاج الى استشراف وسبق في التفكير السياسي من اجل المستقبل.

التعلم من الطبيعة :

يمكننا أن نتعلم الكثير من الطبيعة، حيث تعتمد الكائنات الحية على تنوع استراتيجياتها للبقاء. الكائنات التي تعتمد على مصدر غذائي واحد أو بيئة محددة تكون عرضة لخطر الانقراض عند تغير الظروف البيئية. بالمقابل، الكائنات التي تتكيف مع بيئات متعددة تكون لديها فرص أفضل للبقاء والنمو.

كيف نتبنى استراتيجيات متعددة؟

1. التقييم الدوري: قم بمراجعة استراتيجياتك بشكل دوري وتأكد من فعاليتها.

2. الاستعداد للتغيير: كن منفتحًا على التغيير، حتى لو تطلب ذلك الخروج من منطقة راحتك.

3. التعلم المستمر: استثمر في تطوير مهاراتك ومعارفك لتكون قادرًا على مواجهة التحديات الجديدة.

4. اختبار الخيارات البديلة: لا تخف من تجربة استراتيجيات جديدة، فقد تجد بينها ما يناسبك أكثر من الحالية.

وعليه فإن الخاسر الحقيقي ليس هو من يخسر معركة أو يفشل في تجربة واحدة، بل هو من يرفض تنويع أدواته وأساليبه. الاستراتيجية الواحدة قد تكون قيدًا يمنع النجاح، بينما يمنح التنوع والمرونة الشخص أو المؤسسة او حزب او دولة فرصة للبقاء في الطليعة. لذا، كن مستعدًا دائمًا لتغيير طريقك أو توسيع خياراتك عندما تقتضي الظروف ذلك.

 وزير الثقافة والسياحة والآثار


مشاهدات 99
الكاتب احمد فكاك البدراني
أضيف 2024/12/14 - 1:02 AM
آخر تحديث 2024/12/14 - 3:46 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 300 الشهر 5841 الكلي 10061936
الوقت الآن
السبت 2024/12/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير