نحو مؤتمر وطني شامل
جواد العطار
المتغيرات الاقليمية تلقي بظلالها وبلا شك على واقع الدول في المنطقة وبضمنها العراق ، وما جرى في سوريا الجارة العزيزة من تغيير جذري والتي تربطها علاقات واواصر اخوية بين الشعبين له تأثير كبير على الداخل والمكونات العراقية... شئنا ام ابينا فان المنطقة تتغير ، وتحصين الحدود اجراء امني وعسكري غير كافي ان لم نستوعب الحدث ونعمل بجد على تمتين الجبهة الداخلية اولا؛ والاستماع الى كافة المكونات ثانيا؛ وتفويت الفرصة على من يريد ان يصطاد في الماء العكر ويعبث بمستقبل العراق ثالثا؛.
فالحوار الداخلي بعد قرابة عشرين عاما من سقوط النظام البائد على طاولة واسعة تستوعب الجميع ولا تستثني احدا سوى الارهابيين ومن تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي ، اصبح ضرورة في الوقت الحاضر لمراجعة وتقييم التجربة الديمقراطية وتعزيزها بعيدا عن منطق السلطة والساسة ، بل في اطار موضوعي يستشف التوجهات البناءة لتعزيز سلطة الدولة في اجواء من المصارحة والمكاشفة حتى لو لم يكن بشكل رسمي بل في اطار رعاية الدولة وجمع قوى الوطن وتوحيد الصفوف والمواقف تجاه مختلف القضايا المطروحة.
ان المؤتمر الوطني العام هو طاولة حوار لجميع العراقيين الشرفاء للتباحث في قضايا الوطن وهموم المواطن بعيدا عن وجهة النظر الواحدة بل في ميدان الحلول الجذرية لكل القضايا المطروحة والخلافية سواء في الاقليم او المحافظات المحررة او مدن الجنوب او مع الفصائل المسلحة برعاية الحكومة الاتحادية في بغداد وهو امر طبيعي في رؤية النظم الديمقراطية والبلد الواحد الذي يحتوي كل مكوناته بروح الابوية والرعاية والعناية ، وهو امر اصبح لا بد منه في ظل التطورات الاقليمية الحالية وما يحاك من مؤامرات معلنة وغير معلنة على تغيير وجه منطقة الشرق الاوسط وتجنبا لاية تداعيات مستقبلية لا سامح الله.. فهل من مستمع ؟ وهل من راعي؟.