الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا تُسئْ إلى مَنْ تُحِبْ

بواسطة azzaman

لا تُسئْ إلى مَنْ تُحِبْ

حسين الصدر

 

-1-

روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) انه قال :

« كتب رجل الى ابي ذر رضي الله عنه :

يا أبا ذر

أطرفني بشيء من العلم فكتب اليه :

انّ العلم كثير ،

ولكنْ اذا قدرتَ أنْ لا تُسيءَ الى مَنْ تُحبُه فافعل .

قال :

فقال له الرجل :

وهل رأيتَ احداً يُسيء الى مَنْ يُحبُه فقال له :

نعم نفسك أحبُّ الانفُسِ اليك ،

فاذا أنت عصيتَ الله فقد اسأت اليها «

-2-

للوهلة الأولى لا ينصرف الذهن الى النفس حين يُدعى المرءُ الى عدم الإساءة لمن يحب .

ولكنَّ الحقيقة :

إنّ الإساءة للنفس هي التي تُفضي بالإنسان الى الخسران، وهي المفارقة الغريبة :

حيث انه يُحبُ نفسه ولكنّه لا يمتنع من الإساءة اليها عبر تلوثه بالذنوب والمعاصي .

-3 –

يفخر بعضهم بنفسه حيث يمنعها من اجتراح الذنوب والمعاصي ويقول:

لا لن أطيعَ هوى نفسي فلستُ فتىً

يعصي الإلهَ ومقتُ الشَرِ مِنْ شِيَمي

ولا أبيحُ لنفسي أيَّ معصيةٍ

اذ كلُ معصيةٍ تُفضي الى النَدمِ

-4-

كما أنَّ المثوبات على أعمالك الصالحة تُزيّن صحيفة أعمالك فانَّ السيئات تسوّدها ، وتُثقل كاهِلَكَ بما يترتب عليها من عقاب .

وممارسة الذنوب ظلمٌ كبير للنفس .

وهذا الظلم هو أفظع ألوان الظلم، لانّه لم يأت مِنْ عدو او مُبْغِضِ ، وانما جاء مِنْ قِبلَ النفس ذاتها، وهذا مالا يرضاه الدين والعقل معا .

-5-

والخلاصة :

إنّ حُبّ النفس يقتضي صيانتها من الوقوع في المطبات، ويقتضي إبعادَها عن انتهاك الخطوط الحمراء، وبهذا الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، تكون النجاة في الدنيا والاخرة .

 

 

 


مشاهدات 80
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/12/08 - 4:48 PM
آخر تحديث 2024/12/12 - 3:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 475 الشهر 5143 الكلي 10061238
الوقت الآن
الخميس 2024/12/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير