الذكاء الاصطناعي ركيزة أساس للتعليم العالي
أ.د. صلاح الدين سعيد علي
رئيس جامعة كومار للعلوم والتكنولوجيا
يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم الثورات التكنولوجية التي غزت العالم واصبحت تأثيرها في مجال التعليم العالي واضحا بل وفرضت تحولات كبيرة في منظومة وهيكلية التعليم العالي والبحث العلمي. حيث اضطرت مؤسسات التعليم العالي لإعادة النظر في أساليب التدريس والتعلم. كما أسهمت في الوصول إلى المعرفة بشكل شخصي لدى الطلبة والباحثين. ومع التحول الرقمي السريع، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً جوهرياً في خطط الجامعات الساعية للابتكار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أهمية ودور الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي
1- جودة التعليم:
من أهم مميزات الذكاء الاصطناعي تسهيل التعلم المخصص لكل طالب بحيث يمكن الطالب من الوصول إلى المعرفة والبيانات وتحليلها بشكل أكاديمي فعال دون الحاجة (جزئياً أو كلياً) إلى الحضور الفيزيائي في الصف مما يساعد الطلبة المتعثرين التغلب على مشاكلهم لتلقى المعرفة وفهما، كما يغني الطلبة الأذكياء عن الدخول أكثر إلى عمق المعرفة وتطوير قدراتهم المعرفية. كما تستخدم الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى التعليمي بلغات متعددة لدعم التدويل.
2- تطوير المناهج:
من خلال الذكاء الاصطناعي تتمكن الجامعات من إعادة النظر لتطوير المناهج بحيث تتماشى مع متطلبات سوق العمل وذلك من خلال تحليل البيانات الكبيرة والتجارب الواقعية مما يسهل تحليلها بصورة دقيقة وسريعة.
3- البحث العلمي:
يسهل الذكاء الاصطناعي ويسرع ويكثر من عملية البحث العلمي حيث يساعد الباحثين الوصول إلى المعلومات بسهولة وسرعة، أكبر كما يساعد في تحليل البيانات بصورة دقيقة ويعزز نتائج البحوث ويجعلها أكثر واقعية.
4- الشؤون الإدارية والمالية وشؤون الطلبة:
يساعد الذكاء الاصطناعي في إدارة ألجامعات والمؤسسات التعليمية بشكل منظم وأسرع بحيث يقلل من الروتين والوقت والأوراق. كما يسهم في تحليل بيانات قبول الطلبة وتقديم المشورة والإجابة للأسئلة المطروحة من قبل الطلبة أثناء عمليات القبول، وتسجيل المواد، وتقديم الدعم الفني للطلبة، والرد على الاستفسارات بشكل أسرع وأكثر كفاءة من خلال روبوتات الدردشة.
5- تعزيز مهارات المستقبل:
يسهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في إعداد الطلبة لسوق العمل المستقبلي الذى يتطلب مهارات استخدامه بشكل أخلاقي وفعال. ودعم التفكير النقدي والتحليلي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.
الذكاء الاصطناعي ومؤتمر NAFSA2025 -سان ديغو-كاليفورنيا
خلال المؤتمر الأخير لنافسا الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، لاحظنا في كثير من المحاور المتداولة والمناقشات الجانبية التركيز على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لدعم التدويل في التعليم العالي من خلال:
توفير حلول تعليمية تكنولوجية لدعم الطلبة الدوليين في الاندماج الأكاديمي والاجتماعي.
دعم التحليلات التنبؤئية لضمان استبقاء الطلبة وزيادة فرص نجاحهم.
استثمار الذكاء الاصطناعي في التوجيه الأكاديمي وخدمات الارشاد.
أهمية الدمج المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم:
إذ ينبغي على المؤسسات تطوير سياسات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تحترم التنوع الثقافي والخصوصية.
والتركيز على تدريب العاملين في التعليم العالي على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.. مع إعادة تعريف التدويل ليشمل الاستدامة والذكاء الاصطناعي:
التدويل لم يعد يعنى السفر فقط، بل أصبح يشمل التعاون الرقمي العابر للحدود باستخدام الذكاء الاصطناعي.
مع التركيز على التعاون لحل مشكلات عالمية مثل الفقر، تغيير المناخ، والعدالة الاجتماعية ضمن إطار التعليم العالي.
الإيجابيات
- تعلم مخصص وموجه: يتيح للطلبة التعلم وفق قدراتهم واهتماماتهم.
- كفاءة في الوقت والتكاليف: تقليل العبء الإداري على الموظفين وأعضاء هيئة التدريس.
- دعم الابتكار: تحفيز البحث العلمي والمشاريع القائمة على البيانات.
- تسهيل الوصول: توفير فرص التعلم للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المناطق النائية.
السلبيات
- مخاوف الخصوصية: جمع البيانات الكبيرة قد يعرض بيانات الطلبة للاختراق إذا لم تتبع الجامعات سياسات واضحة.
- الاعتماد المفرط على التقنية: قد يؤدي إلى تقليل التفاعل الإنساني بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
-فجوة رقمية: الجامعات ذات الإمكانيات المحدودة قد تواجه صعوبة في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.
- مخاوف أخلاقية: الحاجة إلى برمجة الذكاء الاصطناعي بما يضمن العدالة وعدم الانحياز ضد الطلبة.
يذكر أن وفداً يمثل قطاع التعليم العالي في إقليم كردستان، شارك في مؤتمر ومعرض NAFSA السنوي لعام 2025 في سان دييغو، كاليفورنيا، يمثل احتفالاً بالتعليم الدولي والقيادة العالمية، مُركزاً هذا العام على شعار: "الهدف، المكان والشراكة".