جريمة تخبيب الزوجة  للقاضي قيس الحسناوي.

بغداد - إنعام العطيوي

جرم القاضي "قيس الحسناوي" في كتابهِ الموسوم (جريمة تخبيب الزوجة) والمعني بهِ افساد او تحريض الزوجة على زوجها لوقوع الانفصال عنهُ، والذي تناول فيه شرح هذه القضية بطريقة بحثية عبر 170 صفحة، تضمنت ثلاثة فصول جاء في الفصل الاول شرح معنى التخبيب لغةً واصطلاحاً مع ذكر مكانة المرأة قديماً وحديثاً مستنداً في ذلك على المنهج التاريخي.

واوضح القاضي في منجزهِ البحثي حُرمة التخبيب للزوجة في الاسلام، اذ ذكر ان اصلاح ذات البين من اقرب القربات لله والوقيعة بين المسلمين من كبائر الذنوب، وتطرق الكاتب الى ذكر انوع التخبيب وطرقهِ موضحاً ان التحريض للزوجة ضد الزوج هو الاكثر شيوعاً بين الازواج سواء كانت بالوعود او التلميح او التشجيع على خراب بيتها وانفصالها عن زوجها، ولم ينحاز الكاتب للرجال فقط بل ذكر تخبيب الزوج على زوجته ايضاً بتحريضهِ بإحدى صور التخبيب لافسادهِ على زوجته وتحريضهُ على تركها سواء بالقول او الفعل او ذكر عائلتها بسوء.

واشار الكاتب الى اهم اسباب التخبيب هو التكبر والحسد والغيرة وعدم القناعة والمقارنة السلبية، ومن اشهر طرق التخبيب هو تخبيب الزوجين لبعضهما او تخبيب ام الزوج وام الزوجة والتخبيب الاكثر انتشاراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي قد تودي للخيانة الالكترونية.

فضلاً عن تأثير بعض من المحامين ورجال الدين اضافة لبعض الباحثين الاجتماعيين الذين بدورهم يستغلون قربهم وتأثيرهم على الزوجة لتخبيبها على زوجها طمعاً بها، اضافة لبعض من رجال العدول ورجال الشرطة والدجالين ومفسرو الاحلام وفي كثير من الاحيان يسعون كل هؤلاء المخببين الرجال لتخبيب الزوجة طمعاً في الزواج منها بعد تطليقها من زوجها.

وتعد هذه الجريمة من ضمن الجرائم المجتمعية المفككة للأسرة الاكثر انتشاراً في العصر الحديث والمدمرة للمجتمع مشيراً الى تجريم التخبيب في الشرع شريطة ثبوت الادلة المقدمة للمحكمة متطرقاً فيها الى الاحكام الشرعية في الدول العربية منوهاً لضرورة وجود اجتهادٍ قضائي رادع وشجاع لإيقاف التفكك الاسري وانتشار الطلاق موصي بسد النقص التشريعي بإصدار مادة قانونية تحكم المخبب مع فرض عقوبات مشددة على التخبيب الالكتروني.

تجدر الاشارة الى ان الكتاب صدر عن مكتبة زاكي في بغداد ونشر ووزع في مكتبة صباح عام 2023م في بغداد.