الاختلاف يعني عدم الإتفاق والموائمة في قضية ما أو فكر ما الخلاف يعني الخصومة النزاع،للأسف إلى حد هذا اليوم لا زال مجتمعنا موغلاً في عدم التفريق بين الخلاف والاختلاف؛ فكثير من حالات الاختلاف تتحول الى حالات خلاف تتطور فيها الأمور إلى خروجها عن السيطرة ويشتد فيها وتؤدي إلى نتائج غير مرجوة وغير متوقعة، تنشأ وتتنوع الاختلافات؛ بسبب اختلاف طبيعة الذائقة البشرية وتنوعها وكما يقال لو لا الاذواق لبارت السلع أي إن هذا الخلاف هو حالة صحية وطبيعية وهي جزء من التركيبة البنيوية البشرية وعلى إثر ذلك يحصل الاختلاف في نوع المأكل والمشرب من حيث درجة الحرارة واللون وتركيز الملوحة والحلاوة… إلخ، كذلك تنوع الاذواق مختلفة في طريق ارتداء الملابس وتنسيق ألوانها وفق نظرة صاحبها وتتنوع السيارات في مصدر صناعتها ولونها ووفق قدرتها وحجمها و فق ما تتطلبه السوق المحلية، و و و إلخ،
تختلف الاذواق البشرية أيضاً في اختار الالعاب الذهنية والجسدية وفق تنوع أذواق الذات البشرية فهناك من يرغب في السباحة ويداومها وهناك من يستأنس لكرة القدم ويوليها اهتماما كبيراً وكذا الصّيد والركض وغير ذلك من ألعاب واقعية أو افتراضية، تتنوع هذه الاذواق في دعم لاعبي تلك الألعاب وفرقهم وبلدانهم فترى جماعة هنا تدعم وتشجع الفريق س وجماعة هناك تشجع وتدعم الفريق ص وأخرى تدعم وتشجع الفريق ع وبكل تأكيد هذا الدعم والتشجيع يشمل اللاعب وباقي زملاءه بلدانهم، يهتم المشجع بقدوته وتقليد قصة الشعر وتسريحه وملابسه وعلم بلاده، هذه الأمور ربما تعتبر طبيعية وهي حرية شخصية لذلك الفرد بعيداً عن أشغالها إياه عن مسؤولياته واهتماماته، لكن غير الطبيعي إن هذا الشخص يرسم حول لاعبه وما يتعلق به هالة من القداسة والاحترام وينبري مدافعاً عنه وعن ما يتعلق به إذا حصل هناك تجاوز أو وصف لا يستسيغه إزاءه وفي ذات الوقت يتكلم بالسلب تجاه الفريق الخصم ولا يقبل له بأية إيجابية تذكر، وهنا تحصل حالات من الاختلاف في تأييد هذا أو ذلك لكن الإفراط في الدعم وتغييب العقل يقودنا إلى الأسوأ وهو الخلاف وللأسف حصلت حالات كثيرة بل كثيرة جداً من حالات الاختلاف التي تتحول الى حالات خلاف
ويترتب على ذلك مشاجرات تنتهي بالضرب والسب والشتم ويتطور بعضها إلى استخدام السلاح الأبيض بل ويتطور أكثر لاستخدام الأسلحة النارية، وشهدت العديد من المحافظات العراقية الكثير من النزاعات المسلحة بسبب كرة القدم وبكل تأكيد أفضت هذه الخلافات إلى حصول إصابات بل وفي بعضها حصلت حالات قتل، بسبب لاعبين بيينا وبينهم آلاف الأميال ولا تربطنا بهم أية صلة، هم يستفيدون منا ونحن لا نستفيد منهم شيئاً؛ فبسبب متابعتنا لهم تباع حقوق البث بكذا سعر وتباع التذاكر بأرقام كبيرة ويحصل اللاعب على كذا مبلغ من متابعته عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، ونحن لا ناقة لنا ولا جمل في ذلك، ليتنا حولنا ذلك الحب والاهتمام إلى بلدنا وحاولنا تعميره وبناءه لصار في مقدمة بلدان العالم، حفظ الله العراق وأهله.