عشرة أعوام بين سقوط الموصل في العراق على يد داعش عام 2014 حيث هاجمت مجاميع مسلحة تابعة لما سمي تنظيم الدولة الإسلامية المدينة التي كانت تدافع عنها عدة فرق من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية لكن كل هذه القوات لم تقاتل ولم تدافع عن المدينة وانهزمت تاركة مواضعها وأسلحتها لتستولي عليها داعش خلال أيام قلائل حتى سيطرت داعش على مدينة الموصل بالكامل يوم 10 حزيران 2014 بعد أربعة أيام من هجومها وجعلت منها منطلقا للسيطرة على محافظات ومناطق أخرى شمال وغرب العراق حيث سيطر التنظيم لاحقا على محافظة صلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى ومن ثم محافظة الانبار وسيناريو داعش في احتلال الموصل وباقي مناطق العراق المتمثل بمهاجمة مجاميع مسلحة تقلها عجلات خفيفة للقوات العراقية التي لم تقاتل بسبب ضعف القيادة والسيطرة.
فقدان القيادة
ولا أتردد عندما أقول فقدان القيادة والسيطرة وانشغال القادة والآمرين بأمور خارجة عن واجباتهم العسكرية المهنية كالحصول على الإتاوات من التجار والمقاولين والتضييق على المدنيين في الموصل إضافة الى الممارسات الطائفية التي ولدت شعوراً معادياً للقوات الموجودة في الموصل عند أهل المدينة ناهيك عن تسرب المقاتلين وحصولهم على إجازات مقابل دفع مبالغ للآمرين وبقاء أعداد قليلة من القوة القتالية للفرق والألوية في مواضعها بسبب فساد اغلب القادة والآمرين وعندما هاجمت مجاميع قليلة من داعش مواضع القوات المدافعة عن الموصل لم يكن في هذه المواضع إلا قوات قليلة لم تصمد أمام هجوم داعش بل انهزمت تاركة مواضعها وأسلحتها وهكذا سقطت المواضع الدفاعية للفرق والألوية تباعا وبسهولة لتستولي داعش على مدينة الموصل بالكامل يوم 10 حزيران 2014 , وأهم أسباب سقوط الموصل هي غياب القيادات العسكرية المؤثرة والكفوءة وضعف خطط الدفاع عن المدينة وعدم تفعيلها والممارسة عليها وانشغال القادة والآمرين والضباط بالفساد والعمولات والاتاوات وعدم ممارسة واجباتهم ومتابعة مقاتليهم وحالة الاسترخاء لدى القطعات وعدم الانتباه وضعف تدريب القوات وعدم اهتمامها بأسلحتها وعتادها ومعداتها.
وما حدث في عملية سقوط الموصل يشبه في كثير من التفاصيل ماحدث في سقوط مدينة حلب السورية على أيدي فصائل مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام وأخرى موالية لها حيث هاجمت هذه القوات بشكل مباغت مدينة حلب و سيطرت أولاً على أجزاء من غرب المدينة ثم تقدمت بشكل سريع بعد قصف مواقع القوات السورية التي لم تدافع جيدا بل تركت مواضعها وأسلحتها وانهزمت أمام قصف وتقدم القوات الهاجمة وما هي إلا أيام قلائل حتى تمكنت قوات هيئة تحرير الشام من السيطرة على حلب وأجزاء من محافظة ادلب وباتت تهدد حماة وسيناريو سقوط حلب مشابه لدرجة كبيرة سيناريو سقوط الموصل حيث الغفلة وسوء القيادة والخطط الغير فعالة والغير جيدة وحالة الاسترخاء لدى القوات الحكومية التي لم تصمد ولم تقاتل بل تركت مواضعها وأسلحتها وولت هاربة . ان الدفاع عن المدن من أصعب العمليات العسكرية التي تتطلب خطط مرنة وكفوءة ويجري فحصها والممارسة عليها باستمرار لمعرفة الثغرات فيها ومعالجتها ووجود قادة وآمرين جيدين ومتابعين لواجباتهم ولقواتهم وقوات مدربة وكفوءة ولها خبرة في قتال المدن تسندها أسلحة إسناد كافية ومؤثرة كالمدفعية والطائرات السمتية والطائرات الحربية ووجود قوات احتياط كفوؤءة ومدربة على واجبات إسناد القطعات والهجوم المقابل السريع عند الحاجة ويجب ان تكون قريبة من الأماكن الإستراتيجية والمهمة مع تفعيل للجهد ألاستخباراتي الميداني التعبوي والسوقي لأنه عامل حاسم في مثل هذه العمليات والتركيز على عدم الغفلة والانتباه باستمرار وفي كمل الأوقات والظروف .