وجهتهم سوريا ثم العراق
جاسم مراد
بعد فشل الحرب الإسرائيلية ضد لبنان التي استمرت ( 40) شهراً مناوشات ضمن ضوابط محددة بين حزب الله وإسرائيل و( 60) يوماً حرباً طاحنة استخدمت فيها إسرائيل احدث ما انتجته المصانع العسكرية الامريكية الإسرائيلية ، خسرت إسرائيل هذه الحرب باعتراف قادتها ، وعلل ذلك نتن ياهو بأن الجيش هو الذي أراد ذلك لترميم بنيته العسكرية وإعادة تسليحه وتدريبه ، انه بحق الانكسار والفشل ، أما التدمير وقتل المدنيين في لبنان كما هو في غزة فهذا ديدن الإسرائيليين والغربيين مثلما اثبتته التجارب في كل الأماكن التي شهدت غزواً اذ كان في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وقبل ذلك فيتنام .المهم معرفة اين الوجه الان ، كل المؤشرات تؤكد إن هجمات المسلحين ضد سوريا ومدينتي حلب وادلب بالتحديد هدفه خلق بؤرة أو كانتون بعدها تستمر الهجمات ضد المواقع والمدن السورية المهمة بغية الوصول لإسقاط النظام في سوريا وإقامة دولة أو دويلة مناصرة لإسرائيل وتنفذ المخططات الاستعمارية في المنطقة . السؤال المهم ، لماذا اختار المسلحون هذا التوقيت ، أي بعد هزيمة إسرائيل في لبنان ، ولماذا لم تعلن هذه الفصائل ( الإسلامية ) موقفاً واحداً ادانتها للعدوان الإسرائيلي على لبنان ولسوريا اكثر من مرة ، ولغزة التي استباحت فيها إسرائيل أجساد الاف الأطفال والنساء والمواطنين المدنيين ، إذا كانت فعلاً تحمل ( شروط الإسلام ) إذن ومن خلال الوقائع ، بأن هذا العدوان الإرهابي الذي توسعت مساحته لأكثر من ( 100) كيلو متر هو هجوم بتوقيت إسرائيلي ومشغلي الإرهاب وتنفيذ ما يسمى بفصائل المعارضة.
العراق الهدف التالي
وعلى وفق مجريات الاحداث ، إن سوريا ليست وحدها المستهدفة ، وإنما العراق ايضاً مشمول بهذا الاستهداف الإرهابي ، وهنا لابد للقيادة العراقية بكافة تشكيلاتها وبالخصوص القوات المسلحة وفصائل الدعم أن تتحسب لذلك ، وتتهيأ للظروف الخطيرة القادمة ، فالمشروع الاستعماري الصهيوني الإرهابي يستهدف الساحتين السورية والعراقية ، وهو هجوماً عسكرياً وسياسياً ضمن سياق مشروع الشرق الأوسط الذي دعا الى تنفيذه بالمنطقة نتن ياهو .المعركة الان في سوريا هي من اخطر المعارك من حيث اعداد الإرهابيين المشتركين فيها والذي يقدر بالالاف والمساحة التي تمددوا فيها والتي تبلغ ( 100) كيلو متراً والاهداف المطلوب اسرائيلياً تحقيقها والمناطق التي تم السيطرة عليها ، نحن متيقنين رغم الخسائر ، بأن الجيش السوري وحلفاءه قادرون على احباط هذا الهجوم ، وبالطبع سيقدم خسائر مهمة ، ولكن لماذا هذه الغفلة ، ولماذا ايضاً لم يتم اكتشاف هذا الاستعداد للمسلحين و مواجهة الهجوم ، هذه الأسئلة تضع الجانب العراقي في تقدير المواقف والتحسب والاستعداد الكلي للمواجهة القادمة .العراق دولة مستهدفة ، إذ كان ذلك من الإرهاب وهو الأخطر ، أو في السياسات الدولية المقيدة لحرية الاختيار في التسليح والعلاقات والمواقف ، أو في المواقف المتنازعة تارة والمتفقة تارة أخرى بين الأطراف الحاكمة ، أو بسبب النهابين والطابور الخامس ، لذا فأن الاستعدادات يجب ان تكون في اعلى المستويات وأكثرها دقة ويقظة .معركة سوريا ضد الإرهاب هي معركة العرب أنظمة وشعوب ، والجميع مستهدف ، فالإرهاب لا يميز ، وإنما هو إرهاب الغائي لكل دولة مستقلة ولكل شعب يريد الحرية والاطمئنان ، وهذا الوضع يحتم الوقوف مع سوريا ومساندتها من الجميع وبالخصوص من تركيا الجارة لكون الإرهابيين يستهدفون العديد من المناطق التركية مثل استهدافهم لسوريا ، الامر الذي يتطلب معالجة الخلافات بين البلدين وجعل الجيش السوري يقف على الحدود بين البلدين فهو الضامن لاستقرار وامن تركيا ، أما الجماعات المسلحة أياً كان لونها فهي غادرة لها اهداف تقسيمية تدميرية لكل المنطقة سيما وان محركها هو الكيان الصهيوني وتحتمي تمويلا وتسليحا من قوى الاستعمار .