أسماء المدارس في العراق
لينا ياقو يوخنا
احدى الذكريات العالقة في ذهني عن دراستي الابتدائية خلال فترة نهاية التسعينيات هو اسم مدرستي الذي لم اعرف معناه الا بعد سنوات وبالتحديد في الخامس الابتدائي عند مطالعتي للتاريخ اذ عرفت بأنه يعود لمعركة وقعت قبل قرون, وكذلك الامر بالنسبة لمدرستي الثانوية, والامر لا يختلف كثيراً عن بقية المدارس فبعد البحث والاطلاع عن اسماء المدارس في فترات مختلفة وجدت ان الكثير منها لا ترتبط بمعارك وقعت قبل مئات السنين فحسب بل الاحزاب الحاكمة واحياناً بعض الشخصيات التابعة لها او التي تبؤات مناصب في حكومات العراق خلال العقود السابقة.
وعلى الرغم من وجود اسماء مدارس متعلقة بعلماء وشخصيات تركت بصمة في حقول العلم بمجالاته المختلفة او اسماء مدن او رموز لها صلة بمنجزات حضارة وتاريخ العراق القديم والحديث والمعاصر لكنها محدودة مقارنة بالمسميات البعيدة كل البعد عن حقول التربية والتعليم والنظام الداخلي للمؤسسة التربوية وطبيعتها في تنشئة و تقويم سلوك الانسان وتعليمه العلوم المختلفة كأساسيات اللغة والحساب فضلاً عن تعزيز مهارات التلاميذ والطلبة منذ صغرهم بالإضافة الى تنميتهم على حب الوطن. ان اسباب ربط اسماء المدارس بالمعارك والسياسة والحزب الحاكم يعود الى اساس تشكيل النظام السياسي في العراق وعملية انتقال السلطة بطرق غير ديمقراطية والانقلابات والثورات والحروب التي عاشها منذ تأسيس الدولة العراقية وما حصل خلال العقود السابقة خير مثال على ذلك اذ حاولوا من وصلوا الى مقالد الحكم الهيمنة على كل مفاصل الدولة والحياة في العراق وبشتى الطرق والاوجه من خلال فرض افكارهم وتوجهاتهم محاولين اقصاء كل من يخالفهم فهذا من وجهة نظرهم يهدد كيانهم ووجودهم. وينعكس ذلك على الانظمة الداخلية للمؤسسات منها التربوية فمجرد اطلاع الفرد على اسماء المدارس في الفترات المختلفة من تاريخ العراق سيعلم شكل النظام والحزب الحاكم والتوجه والمبادئ والافكار التي يتبناها من هم في موقع السلطة, اذ حاولت الحكومات مسبقاً فرض سياستها وتوجهها وهويتها الثانوية من خلال ترسيخها في عقول النشئ.
وهناك الكثير من الاسماء التي تناسب طبيعة النظام الخاص بالمدارس واهدافها في تنشئة جيل حر ووطني يمتلك الاخلاق القويمة ومتسلح بالعلم مثل اسماء ادباء وعلماء عراقيين وحتى عالميين لاكتشافاتهم واختراعاتهم ونتاجاتهم العلمية, واسماء مدن تاريخية مثل اور و بغداد ونينوى, وكذلك اسماء لها علاقة بالنباتات والطبيعة كالورود والسماء والانهر فضلاً عن اسماء ترمز لصفات ايجابية مثل العدل والحكمة والتعاون والخ..., هذه الاسماء وغيرها الكثير ملائمة للمدارس. لذا من المفترض وضع الضوابط والتعليمات في اختيار الاسماء وان لا تتم وفق الاهواء الشخصية لجماعة تملك السلطة والمال.