النفط يحدّد موعد تحقيق الإكتفاء الذاتي وتلبية إحتياجات الكهرباء
العراق يغلق بوّابة التلوّث بإعلان إيقاف حرق الغاز في 2027
بغداد - ندى شوكت
كشفت الحكومة عن خطط جادة لإيقاف حرق الغاز المصاحب بشكل كامل بحلول عام ، في اطار التزام العراق بمكافحة التغير المناخي والحد من الانبعاثات الضارة، للانتقال إلى استخدام مصادر طاقة أكثر استدامة.
وأشار بيان امس الى (تصاعد في مستويات إيقاف حرق الغاز المصاحب، إذ تبلغ النسبة حاليا 67 بالمئة، ومن المقرر الوصول إلى نسبة 80 بالمئة نهاية العام المقبل)، وتابع انه (من المتوقع حدوث إيقاف للحرق بشكل تام في نهاية عام 2027، بعدما كانت تسعى السلطات إلى وقف حرق الغاز المصاحب بحلول 2030).
ايقاف حرق
من جانبه، قال البنك الدولي ان (مستوى إيقاف حرق الغاز المصاحب في العراق يبلغ 67 بالمئة حاليا، وتوقع وصوله إلى 80 بالمئة نهاية 2025 على أن يتوقف بشكل كامل بحلول نهاية 2027)، وأشار الى ان (العراق يعد ثالث أكثر دولة تحرق الغاز المصاحب عالميا بعد روسيا وإيران، وقد بلغ مجمل الغاز الذي أحرقه عام 2023 نحو 18 مليار متر مكعب)، وأضاف ان (إجمالي الغاز الذي حُرق العام الماضي بلغ 148 مليار متر مكعب حول العالم). وإحراق الغاز، هو التخلص من الغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط، ويعد مصدرا أساسيا لتلوث الهواء عبر انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان الخام والكربون الأسود. وفي العام 2017، انضم العراق الذي يعدّ أكثر من 45 مليون نسمة، إلى مبادرة عالمية أطلقها البنك الدولي تقضي بوقف حرق الغاز بحلول 2030. وحذّرت منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال افريقيا في بيان سابق من أن (حرق الغاز ينتج عددا كبيرا من الملوّثات المرتبطة بالسرطان، بما في ذلك البنزين). ويعاني العراق الذي تعتبره الأمم المتحدة من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغيّر المناخي، من تداعيات عقود من النزاعات والفساد المستشري في غالبية المرافق العامة ما أدّى إلى تهالك البنى التحتية. فيما أكد وزير النفط حيان عبد الغني، أنه من المخطط أن تثمر مشاريع استثمار الغاز الحالية عن الوصول لحجم إنتاج 600 مقمق. وقال عبد الغني في تصريح امس إن (ملف استثمار الغاز وتلبية حاجة محطات الطاقة الكهربائية العاملة بالغاز الجاف من الأولويات والملفات المهمة التي يركز عليها رئيس الوزراء، ولدى الوزارة عدة مشاريع بهذا الملف وعلى رأسها وحدات التصفية والمعالجة في شركة غاز البصرة)، مشيرا الى ان (أهم تلك المشاريع هو بصرة أم جي الاول، الذي تم إنجازه العام الماضي إلا أنه يحتاج لبعض المقومات لتشغيله وبإمكانه استثمار 75 مقمق ويصل إلى 150 مليوناً في مرحلة لاحقة)، مؤكدا ان (لدى الوزارة مشروع بصرة أم جي آل 2، والذي من المؤمل إنجازه نهاية الربع الاول من العام المقبل اي نهاية آذار وسيضيف بحدود 75 مليون قدم مكعب قياسي وتصل إلى مئة مليون لاحقاً، وهذه الكميات بعد الإنجاز والمعالجة من الممكن أن توجه لشبكة الكهرباء الوطنية)، مبينا ان (هناك مشاريع واعدة أخرى بينها حقل الحلفاية لاستثمار الغاز المتخصص بتغذية محطات الكهرباء في ميسان بطاقة تصل إلى 160 مليون قدم مكعب قياسي، وكذلك هنالك مشروع جنوب العراق المتكامل المنفذ من شركة توتال الفرنسية، الذي ينفذ على مرحلتين كل مرحلة من المقرر أن تضيف 300 مليون قدم مكعب قياسي، والمرحلة الأولى تنفذ بـ 3 سنوات، ومضى عليها سنة حتى الآن وتبقى سنتان)، ومضى الى القول ان (الوزارة ذهبت إلى تنفيذ مرحلة معجلة بطاقة 50 مليون قدم مكعب قياسي، وهناك مشاريع أخرى، ونأمل ان نصل العام المقبل لنسبة استثمار للغاز تصل إلى 80 بالمئة ، ونحن جادون للوصول لمرحلة إيقاف حرق الغاز بالكامل بنهاية العام 2027 أو بداية 2028، وان تكون الكميات المنتجة حينها كافية للمحطات الكهربائية)، كاشفا عن ان (كميات الغاز المستثمرة العام الماضي تصل إلى 150 مليون قدم مكعب قياسي، ومن المقرر بهذا العام أن تصل إلى 200الى 250 مليون، وستوجه لمحطات الكهرباء).