هذا منو دگ الباب
ياسر الوزني
دخل رجل من ثقيف على الوالي خالد القسري فشكا أليه قلة المطر وجفوف الشجر وشح المال وكثرة العيال وكان خالد مبغضاً لثقيف فقال للأعرابي فأما من قلة المطر فوددت الله أن يضرب بينكم وبين السماء صفائح من حديد فلا تصل أليكم قطرة ماء وأما من يبس الشجر فوددت أن الله أحرق مالديكم من ذلك وأما من قلة المال وكثرة العيال فوددت أن الله قطع يديك ورجليك ولم يجعل لأهلك كاسباً غيرك ، تلك هي العداوات تسير على التأريخ في خندقين حاضراً ومستقبلاً الحق فيها قليل والباطل غالباً هو الأصيل ولعل مايميزها أن لها مكسباً حتى وإن جاءت بحسن النوايا فقد سمعت أن شخصاً حصل على ثمانية وعشرون مليون دينار في جلسة مصالحة بعد أن نعته آخر بآنه (كلب أبن كلب ) فداعبه صاحبه ياليتني كنت كلباً فأحظى مثلك وإن كان مليون ،وقد يكون من مدلول العداوة أن يسود الطلاق على الزواج ويعم شعور الحسد على الغبطة فلا يقبل ضيفك مثلاً أن تقول له أنزع الشعرة من لقمتك متوهماُ أنك تراقبه فياتيك جوابه فصيحاً قاسياً : والله لاأكلت عندك بعد اليوم أبداً، وعلى ذكرالحسد فمن يؤمن بتأثيره جمع كثير وأنا منهم متأبطاً حجتي في الآية الكريمة (أم يحسدون الناس على ماأتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاًعظيماً) وربما لبعض الحاسدين علامات ودلالات فمنهم كمايشاع (تضرب)عينه داينمو السيارات وآخر يصيب العافية في الأبدان وثالث يفتك بالاطفال ورابعهم يسقط جداروليس لنا من عيون هؤلاء إلا أن نستعيذ برب الناس من حاسد دساس، ولعل من الملفت أن لايسلم من معاداة العوام إلا رهط قليل فأن ظهر منه الخيرعاداه الأشراروأن ظهر منه الشرعاداه الأخيارلذا فأن من أسوء ما تنحدرعليه الأخلاق أن تجد طوائف من المتملقين تذم أو تمدح مرة في المشهد وأخرى في المغيب وحينذاك فلا يمنع أن تكثر العداوات وتزداد السيئات ولم نعد نرى من صلة الرحم والمودة وأعمال صالحات إلا بعض قليلات وفي أصل تلك العلل أختفت أغنية بلقيس (هذا منو دك الباب يمكن أجونه الأحباب )