أليس هذا مثيراً للدهشة ؟
ضرغام الدباغ
أراقب أحياناً الأفلام الوثائقية على قناة ناشنال جيوغرافي ففيها من اللمحات ما تستحق الملاحظة وترقد في الذهن وتخلق تداعيات فكرية ..! ومن تلك مثلاً: حين نشاهد سفن ضخمة تبحر مغادرة موانئها بهدف الصيد مزودة بالكترونيات ورادارات تدل على وجود أسراب كثيفة من نوع معين من الأسماك، يتواجد في هذه المنطقة وفي هذا الموسم، يدلهم الكومبيوتر على أماكن تواجدهم، وكثافة الموجود ..! لصيد الأسماك السردين أو التونا، والجمبري (سرطان البحر) وخاصة من موانئ الأسكا / الولايات المتحدة، للصيد في أعالي المحيط الهادئ (الباسفيكي) في جو مثلج وعاصف ليلاً، أفكر كثيراً ماذا لو أن أحد هؤلاء العمال البواسل سقط في البحر، فعلى الأرجح هي النهاية. والبحث عنهم وإنقاذهم هو شبه المستحيل، وتلك مسألة مهمة،
والأمر الآخر الذي يدعو للصفنة ..! هو أن العمال/ الصيادين حين يسحبون الشباك إلى سطح السفينة ويفرغونها من محتواها من الجمبري أو السمك، يلاحظ أن في السحبة الواحدة اعداد متفرقة، واحدة أو أثنين من صنف غير المقصود كأن يكون أخطبوط، أو سمك القرش (للعلم القرش والاخطبوط لا يتواجد في المياه الباردة)
وحين تتواجد سمكة واحدة من الصنف غير المرغوب والذي لا تبحث عنه السفينة، بالطبع لا يعيدها الصيادون للبحر، بل يعتبرون الاقدار ساقت السمكة لمائدة عشاءهم، ولكن مالذي جاء بالسمكة في هنا وقت غير وقتها، من المؤكد أن هذه السمكة أو الاخطبوط العاثر الحظ خرجت لتصطاد فوقعت في شباك صياد لا يرحم، وبدل أن تحصل على الطعام، أصبحت هي وجبة على مائدة طعام ...!
قصة تستحق الاهتمام والتفكير ...! ويمكن تفصيل قصص كثيرة عن احداث ومشاهد كهذه .. « ذهب ليصطاد، فأصبح صيداً ووجبة طعام على مائدة الصياد»....!
السمكة / الاخطبوط حين أعتقد أنه ذكي (لوتي) قضى نحبه سلقاً وشوياً وفي المقلاة .. سالفة تصفن بجد ..! والعاقل يفهم بلحظة واحدة، والأغبر يظل عشرين مرة يسأل « شنو ...؟ ... منو ..؟ شصار ..؟ وحتى يفهم، يكون قد أصبح مشوياً على طاولة طعام ...!