شمّاعة البعث مرة أخرى
سامي الزبيدي
بعد فشل ساسة العراق الجديد كما يسمونه في تقديم ابسط الخدمات للشعب العراقي وفشلهم الكبير في إنضاج عملية سياسية حقيقة تنقذ العراق وشعبه من معاناته بعد سنين طويلة من الحكم الشمولي والحروب والاضطرابات تسير بالبلد نحو طريق التقدم والبناء والازدهار باستغلال أموال العراق الكبيرة من عائداته النفطية وغيرها .
ازمة سياسية
كما تفعل دول الخليج العربية ودول المنطقة , فبعد كل أزمة سياسية يشهدها العراق وما أكثر أزماته السياسية وبسبب فساد وفشل الأحزاب والكتل المهيمنة على المشهد السياسي في البلد وسرقتهم لأموال وثروات العراق وبعد كل تدهور امني بسبب ضعف تدريب القوات الأمنية والخلل والروتين في خططها الأمنية التي تمكن بقايا داعش والجماعات الإرهابية من القيام بعمليات ناجحة ضد قواتنا تتعالى تصريحات بعض السياسيين الفاشلين الذين فشلوا في مهامهم وفي خدمة وطنهم وشعبهم طيلة الواحد والعشرين سنه الماضية بوجود خطر يهدد العملية السياسية بل يهدد العراق ألا وهو حزب العبث متخذين منه شماعة لتعليق فشلهم وخيبتهم عليها ولتخويف أحزابهم وتخويف الشعب من خطر حزب البعث مروجين لروايات بوجود تحرك ونشاط لخلايا حزب البعث لإيهام الناس بان حزب البعث لازال يشكل خطراً على النظام وعلى العملية السياسية والكل يعرف ان حزب البعث انتهى منذ عام 2003 واغلب قياداته أما تم اغتيالهم أو ماتوا أو هاجروا من البلد أو أصبحوا كبار السن , وها هو المالكي يحذر مرة أخرى من وجود نشاط لعناصر وخلايا حزب البعث وسبق للمالكي من استغلال شماعة البعث وقــــــــــيامه بإصدار أوامره باعتقال أعداد كبيرة من المواطنين اغلبهم ليسوا بعثيين قبل عقد مؤتمر القمة الثالث والعشرون في بغداد في آذار (مارس )2012 بذريعة إنهم من بقيا البعث ولديهم مخطط للتأثير على مؤتمر القمة وبقي هؤلاء في المعتقلات دون محاكمة لسنين طويــــــــــلة وسبق وان استخدمت (شماعة) البعث من قبل ساسة الفشل عام 2022 مدعين وجود مخطط لاستهداف زوار زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) آنذاك حيث تم اعتقال مجموعة من الأشخاص من محافظة الديوانية ومحافظة المثنى بحجة إنهم من بقايا البعث ولديهم مخطط لاستهداف زوار الإمام الحسين وفيهم احد شيوخ عشائر الديوانية ومن الكوادر التعليمية الجامعية الذين تم تكريمهم قبل اعتقاله من قبل قيادة الحشد الشعبي لجهوده في دعم الحشد الشعبي في محافظة الديوانية وتعرض هذا الشيخ والأكاديمي للتعذيب وتوفي بعد إطلاق سراحه بيوم نتيجة التعذيب الذي تعرض له , وشماعة البعث لم تسلم منها تظاهرات تشرين حيث وسمت هذه التـــــــــــظاهرات من قبل أحزاب السلطة بالبعثية وقادتها من أبناء الرفيقات وعملاء السفارات لتسقيطها ، ان إلصاق تهم العبث بالمتظاهرين وبأشخاص لا علاقة لهم بحزب البعث خلال الأزمات السياسية والمناسبات الدينية ما هو إلا سلاح الساسة الفاشلين والعاجزين عن خدمة شعبهم يخوفون به المواطنين وهم الخائفين فعلا من عودة البعث لأنهم خذلوا شعبهم وفشلوا في عمليتهم السياسية الكسيحة في تقديم الخدمات للشعب وفي بناء البلد والنهوض به وتطوره في المجالات السياسية والأمنية والتعلـــــــــيمية والعلمية والصحية والاقتصادية والخدمية وانشغلوا بالفساد وسرقة أموال الشعب وثروات الوطن ليبنوا لهم إمبراطوريات اقتصادية بدلا من بناء الوطن وخدمة الشعب , ان ساسة الفشل بعملهم هذا واللجوء الى شماعة البعث بعد كل فشل لهم إنما يخلقون هالة للبعث لإيهام المواطنـــــــين البسطاء ان البعث مازال يشكل خطراً على العملية السياسية وعلى الدين والمذهب وهذه التهم التي طالما نسمعها من ساسة الفشل بعد كل أزمة سياسية أو أمنية وبعد استشراء الفساد في مؤسسات الدولة للتغطية على فسادهم وفشلهم .
تظاهرات تشرين
ان التخويف من البعث ما هي إلا شماعة السياسيين الفاشلين الفاسدين الذين يعانون من فوبيا البعث الذي انتهى في العراق منذ عقدين وأغلب شباب العراق خصوصا من شارك منهم في تظاهرات تشرين وتظاهرات الطلاب الحالية لم يعرفوا ولم يعاصروا حزب البعث وأغلبهم من لم يولد في زمن البعث فلماذا يعيد الفاشلين والفاسدين ذكرى البعث ويجعلون منه شماعة لتبرير أخطائهم وللتغطية على فشلهم السياسي والاقتصادي والمالي والخدمي وفشلهم في تامين العيش الآمن الكريم للشعب واحترام حــــــــــــــقوقه وصيانة حرياته , ان استغلال ساسة الفشل شماعة البعث بين فترة وأخرى هو لتخويف الشعب وتحقيق أهداف سياسية مرحلية تخدمهم وتخدم أحزابهم والتمهيد للقيام بحملة اعتقالات لكل المناوئين لهم ولأحزابهم وللعملية السياسية الفاشلة التي دمرت البلاد والعباد وهم بعملهم هذا إنما يمجدون البعث ويذكرون الشعب به فبدلا من طمس ذكرى حزب البعث الذي نسيه العراقيون وانشغلوا بهمومهم الكبيرة بسبب الفساد والسرقات الكبرى لاموا الشعب من قبل السياسيين وأحزابهم وكتلهم وبسبب سوء الخدمات والقتل والــــــــــفقر والأمراض والبطالة والمخدرات التي دمرت شباب الوطن وبسبب غياب القانون والنظام والسلاح المنفلت وانتهاك سيادة العراق من قبل دول الجوار راح ساسة الفشل والفساد يتخذون من شماعة البعث فزاعة لإخافة الناس وللــــــــــــــــتغطية على فشلهم وجرائمهم بحق الشعب والوطن .