كوكب الأرض.. عالمنا الجريح
أكرم ســالم
تعدّ سامانثا هارفي من ابرز الاصوات الادبية المعاصرة وقد فازت قبل ايام بجائزة بوكر الادبية الانكليزية العالمية، هارفي اضافت اضافة ادبية فلسفية واسعة الأفق في آن واحد للارث الادبي الانساني بعملها السردي المهم الذي يجسد روح الأمل بالتفاهم والسلام بين شعوب الارض في ظل التحديات المعقدة التي يواجهها كوكبنا.وعلى الرغم من ان الرواية تحاكي رواد فضاء من روسيا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وايطاليا واليابان وهم يراقبون الارض من محطتهم الفضائية الدولية ،ويتجاذبون اطراف الحديث عن هموم البشرية سكان الكوكب»الجريح» ورغباتهم وافراحهم واتراحهم وآمالهم في التعايش السلمي ونبذ الخلاقات والمآسي ،اذ ان الرواية قد كتبت في اطار الخيال العلمي ساينس فيكشن غير انها تغلغلت بعمق في الواقع اليومي المعاش وبتحديات القرن الحادي والعشرين واشكالياته المجتمعية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر تاثيرا ملموسا على حياة الشعوب وهمومها وتطلعاتها نحو عيش كريم متآخ مع نبذ عقد التعنصر العرقي والمذهبي والمناطقي وعقد الادلجة بأشكالها كافة ،والالتفات تماما الى لغة الحوار والتعايش السلمي وقضية الاســتدامة واستثمار الموارد المختلفة والمحافظة عليها لهذا الجيل والاجيال القادمة.ان السلام لايبنى بالقوة والنزعة الدموية العسكرية ومنحى الابادة الجماعية وعنعنات التفوق والاستعلاء الاهوج في «عالمنا الجريح «الذي يئن بصوت مسموع في بقاع الارض كافة بل بالتآخي والتفاهم ولغة الحوار والاحترام المتبادل بين الحضارات والشعوب .نعم كوكب الارض بيتنا المشترك مهما بعدت المسافات فهي قصيرة نسبة الى الكون المترامي الاطراف والمسافات الفلكية بين معالم الجغرافية ،كما وأن الارض لا ولن تكف عن الدوران فينبغي الاسراع بالمهام والمقاربات الآمنة المسالمة المتآخية وبتجاوز الفوارق المفتعلة ،ومن قبل شعوب الكوكب «جميعا وبلا إستثناء» واللحاق بحراكها الازلي وثوبا للمستقبل.