العراق يستورد من إيران بضائع بأكثر من ملياري دولار
خبراء: التوازن الإقتصادي مفقود بسبب زيادة الإنفاق وإرتفاع البطالة
بغداد - قصي منذر
حذر خبراء، من تعرض العراق لتحديات اقتصادية وصفوها بالخطيرة، نتيجة لزيادة الاستيراد العشوائي الذي يؤثر سلبًا على الإنتاج المحلي ويزيد من العجز التجاري، إلى جانب الارتفاع المستمر في معدلات البطالة التي تضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد الوطني. وقال الخبراء لـ (الزمان) أمس إن (الأرقام التي أظهرتها البيانات الإحصائية الصادرة عن مؤسسة عراق المستقبل، تشير إلى مجموعة من التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق خلال المدة الأخيرة، برغم تسجيل تحسنا في بعض المجالات مثل ارتفاع الاستيرادات، إلا أن استمرار النفقات الشهرية المرتفعة مع ثبات الإيرادات المالية ونسبة البطالة المرتفعة يشير إلى عدم تحقيق التوازن الاقتصادي المطلوب)، وأشاروا الى ان (الزيادة الكبيرة في قيمة الاستيرادات تعكس تزايد الاعتماد على الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلية، وهو ما يشير إلى ضعف الإنتاج المحلي في العديد من القطاعات، كما أن النفقات الشهرية المتزايدة تتطلب مراجعة دقيقة لسياسات الإنفاق الحكومي، ولاسيما في ظل تراجع الاحتياطات الأجنبية بنسبة ضئيلة)، واكد الخبراء إن (البطالة تبقى التحدي الأكبر للاقتصاد المحلي في ظل تنامي أعداد الخريجين من الجامعات والتوجه نحو سوق العمل، كون ذلك يتطلب استثمارات أكبر في القطاعات الإنتاجية، بالإضافة إلى تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص العمل). وأظهرت بيانات إحصائية لمجالات مختلفة طوال العقد الماضي بين 2013 الى 2024، تسجيل ارقام قياسية في معدل الانفاق الشهري ونسبة البطالة وحجم الاستيرادات، مقارنة بثبات نسبي بالايرادات المالية. واطلعت (الزمان) أمس على بيانات اوجزتها المؤسسة التي يترأسها الخبير الاقتصادي منار العبيدي جاء فيها عن (الاستيرادات في العام الجاري تبلغ 78 تريليون دينار بارتفاع نسبته 37 بالمئة عن العام الماضي البالغ نحو 57 تريليون دينار، لتكون استيرادات العام الحالي هي ثاني اعلى استيرادات بعد 2022 التي تبلغ 80 تريليون دينار)، وأضافت عن (الاستيراد في 2013 يبلغ 73 تريليون دينار، وهو اعلى من بقية استيرادات السنوات التالية التي تتراوح بين 45 و68 تريليون دينار، برغم ارتفاع عدد السكان، وهو ما يطرح شبهات عن حقيقة الاستيراد ومدى الحاجة اليها والفرق المنعكس على السوق، اما معدل النفقات الشهري حاليا، هو الأعلى، حيث بلغ خلال العام الجاري 13.3 تريليون دينار شهريا مقارنة بـ11 تريليون في 2023 بعد ان كان يتراوح في تلك السنوات بين 5 و9 تريليون دينار فقط)، مؤكدة إن (نسبة البطالة فهي الأعلى حاليا طوال الـ10 سنوات الماضية، حيث بلغت نسبة البطالة 16.3 بالمئة وهي الأعلى على الاطلاق مقارنة بـ 15.6 بالمئة في العام الماضي، و15.5 بالمئة في عام 2022، بينما كانت السنوات الماضية بين 9 و14 بالمئة، اما الاحتياطات الأجنبية فانخفضت الى نحو 143 تريليون دينار في العام الحالي ، بعد ان كانت العام الماضي في اعلى مستوى بلغ 145 تريليون دينار، أي انه انخفض حوالي 2 بالمئة). في تطور، احتل العراق المرتبة الاولى لصادرات البضائع الايرانية غير النفطية خلال الشهر الماضي، بعدما كانت الصين الوجهة الرئيسة لصادرات معظم البضائع الإيرانية في الأشهر الماضية. وقال المتحدث باسم لجنة العلاقات الدولية وتنمية التجارة في الدار الإيرانية للصناعة والتجارة والمناجم روح الله لطيفي في تصريح أمس (صدرنا أكثر من 18 مليونا و359 ألف طن من البضائع بقيمة 6 مليارات و771 مليون دولار في هذا الشهر، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 58.6 بالمئة في الوزن و62.6 بالمئة في القيمة بالمقارنة مع تشرين الأول من العام الماضي)، واستطرد بالقول إنه (برغم شراء الصين معظم البضائع الإيرانية في صادرات الأشهر الماضية، إلا أن العراق كان الواجهة الرئيسة للتصدير الى إيران في الشهر الماضي بقيمة مليارين و780 مليون دولار).