صِيغَ للخطاب القرآني
حسين الصدر
-1-
للخطاب القرآني صيغ أربع :
أولها : توجيه الخطاب الى الناس جميعا ، فالبشرية كلها مشمولة بهذا الخطاب سواء كانوا من الذكور او الاناث وسواء كانوا من المؤمنين او الكافرين .
ومثال ذلك قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
النساء / 1
وكقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
سورة الحجرات/ 13
ثانيها :
توجيه الخطاب الى المؤمنين ومثال ذلك :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾
البقرة/ 172
وهذا شامل للجنسين الذكور والاناث
ثالثها :
تقديمُ ذِكْرِ الإناثِ على الذكور مع أنَّ الذكور مشمولون بالخطاب أيضا
كقوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
النور / 23
ولابد من الالتفات الى أنَّ قذف المحصنات تترتب عليه أخطار جسيمة فاتهام الانثى يؤثر لا محالة في سمعة الاسرة كلها في حين ان نتائج اتهام الذكور أخف وطأة من ذلك الاتهام .
رابعها :
توجيه الخطاب الى الرجال والنساء معا
كقوله تعالى :
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
الأحزاب / 35
والسؤال الآن :
هل يحق لأحد اتهام القرآن باهمال ذِكْر المرأة أو الأدعاء بتقديم الرجال عليها ؟
انها تخرصات لا يثيرها الاّ المفلسون .