مع الخطاب القرآني
حسين الصدر
-1-
آيات القرآن الكريم لا تخرج عن كونها الخطاب الرباني الموّجه الى كل واحد منا لينطلق بعد تدبره الى ترجمته العملية في حياته .
-2-
والمؤمن الصادق في ايمانه يشعر بوخز الضمير حين يقرأ عن المثوبات الكبرى التي أعدها الله لمن اغتنم عمره فرصة للأعمال الصالحة ، لاسيما أولئك الذين يحسنون الأعمال .
وهنا يتساءل المؤمن الصادق :
اين هي أعمالي ؟
وأين إحساني في أداء الأعمال ؟
قال تعالى :
( انّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا )
الكهف / 30
وتكفينا هذه الاية للدلالة على ما تنطوي عليه آيات الكتاب العزيز من تذكير بأهمية الاعمال الصالحة ، وتشويق للإقبال عليها من خلال الضمان الرباني بالجزاء الأوفى ينتظر أصحاب تلك الاعمال الصالحة .
-3 –
انّ هذه الاية المباركة ونظيراتها توقظنا من سباب الغفلة والتقصير والإهمال والنكوص عن النهوض بما ينفع النفس والمجتمع .
فأين المنغمس في اشباع لذائذه الدنيوية مِنْ صاحب الإحساس بالمسؤولية أمام الله عما كلّفه به من واجبات، وما منعه من المحرمات، وما حدثّ عليه من البر والإحسان والمعروف واغاثة المكروبين والملهوفين والبائسين ؟
-4-
ماذا سيقول الناهبون للمال العام، والمختلسون للثروة الوطنية عبر ابتكار الوسائل الشيطانية الخبيثة واصطناع الحيل والأكاذيب والتزوير وصولاً الى المال الحرام ؟
وهكذا يتضح لكل ذي لُبّ أنّ تلاوة القرآن وتدبر آياتِه مسألة في غاية الأهمية والخطورة .
ومن هنا وجب أنْ يشتمل المنهاج اليومي لكل واحد منا على قراءة واعية لما تيسر من الآيات البينات ففي ذلك خير الدنيا والآخرة .