المؤتمر السادس للدار يناقش آليات مواكبة العصر الرقمي للترجمة
المأمون تمثّل الثقافة ضمن دور النشر النخبة في معرض الكويت للكتاب
بغداد - عبد اللطيف الموسوي
تتزاصل في الكويت فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين التي أنطلق الأربعاء بمشاركة 544 دار نشر من 31 دولة منها 19 دولة عربية من بينها العراق ممثلًا بدار المأمون للترجمة والنشر بالإضافة إلى 12 دولة أجنبية.
وافتتح وزير الإعلام والثقافة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي عبد الرحمن المطيري المعرض الذي يضم 239 ألف عنوان من دون منع أي كتاب وتخصيص منصة للاستفسار عن الكتب المعروضة. ويشمل برنامج المعرض، الذي يقام تحت شعار (العالم في كتاب)، نحو 90 نشاطا بين ندوات وحلقات نقاش وورش تدريب موزعة بين ثلاث منصات هي (الرواق الثقافي) و(المقهى الثقافي) وزاوية (كاتب وكتاب). وتمثل دار المأمونوزارة الثقافة والسياحة والآثار بالمشاركة في المعرض، بإشراف مباشر من مدير عام الدار السيدة إشراق عبد العادل، التي تولي أهمية بالغة لمثل هذه النشاطات الخارجية لكونها فرصة حقيقية لإظهار الصورة الناصعة للثقافة العراقية. وبحسب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي الدكتور محمد الجسار، فأن أكثر من 1000 دار نشر طلبت المشاركة في المعرض، إلا أنه نظراً للمساحة والمواصفات التي وضعها المعرض والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فإن العدد انخفض إلى النصف تقريبًا وهي النخبة من دور النشر العربية والأجنبية. وكانت دار المأمون من هذه النخبة، إذ يضم جناح الدار في المعرض أكثر من 230 عنوانًا بواقع خمسة آلاف نسخة من مطبوعاتها التي تضمّ آخر إصداراتها من الكتب المترجمة من وإلى مختلف اللغات في شتى المجالات الأدبية والدراسات الترجمية واللغوية فضلًا عن دورياتها باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية.
قضايا الترجمة
من جهة أخرى ،أثار باحثون من دار المأمون وخارجها في مؤتمر الترجمة السنوي السادس للدار، دورة الراحل الدكتور محمد درويش أحدث قضايا الترجمة التي يشهدها العالم والمتمثلة باستخدام الذكاء الاصطناعي بالترجمة. وطرح باحثون وأكاديميون، خلال وقائع المؤتمر الذي أُقيم على قاعة قرطبة في فندق المنصور ميليا افكارًا ورؤى عديدة تتعلق بضرورة مواكبة العصر الرقمي وآخر التطورات بهذا الشأن بالاضافة الى التحديات التي يواجهها المترجم في ظل التقلبات والتحولات المتسارعة. وافتتحت عبد العادل المؤتمر بكلمة توجهت من خلالها بالشكر لوزير الثقافة أحمد فكاك البدراني لرعايته المؤتمر كما شكرت الحضور والباحثين ورحبت بأسرة المترجم الراحل محمد درويش، مشيرة الى أن إقران دورة المؤتمر لهذا العام بإسم هذا الراحل الكبير يأتي جزءًا من الوفاء لرموز الثقافة والترجمة في العراق ولما قدمه من خدمات جليلة للترجمة العراقية والعربية. وأكدت أن عنوان المؤتمر الموسوم «العصر الرقمي للترجمة... واقع جديد» يأتي انطلاقًا من حرص الدار على مواكبة التطورات التقنية الهائلة واستكمالًا لما قطعته الدار من خطوات في طريق التحول الرقمي ونجاحها في إتاحة خدماتها المتنوعة أمام الجمهور الكترونيًا بما يسهل عملية التواصل مع الجمهور، وانسجامًا مع التوجيهات الحكومية بضرورة التحول الرقمي.
حزمة كتب
وأعلنت عبد العادل عن صدور حزمة كتب عن الدار خلال الأيام الاخيرة لتستكمل بذلك خطتها السنوية بنجاح ومن بينها كتاب (عروش بابل ونينوى) الذي صدر بالتزامن مع انعقاد المؤتمر، مضيفة ان الدار ستمضي في العام المقبل قدمًا في خططها لإصدار طبعة ثانية من كتبها النافدة التي لقيت قبولًا واسعًا عند صدورها في السنوات الماضية. وحضر المؤتمر وكيلا الوزارة الدكتور نوفل أبو رغيف والأستاذ قاسم السوداني، وعدد من المديرين العامين في وزارة الثقافة ونخبة طيبة من الأساتذة والأكاديميين وممثلو العتبتين الحسينية والعباسية ورؤساء عدد من منظمات المجتمع المدني إضافة إلى جمع من الضيوف والباحثين.
بدوره أشاد أبو رغيف، في كلمة ألقاها بـاستعادة دار المأمون لمكانتها رغم المعوقات التي شهدتها وحالت دون المشاريع الكبرى التي تطمح لها، مشيرا إلى أن العنوان الذي حمله المؤتمر يدل على مواكبة الدار لروح العصر وتطوراته الكبرى مما يرسخ مكانتها في الثقافة العراقية والعربية. ثم كرم أبو رغيف عائلة الراحل محمد درويش بدرع الوفاء تثمينا وعرفانا لدوره المعرفي الكبير وإسهاماته المؤثرة وما تركه من إرث معرفي تمثل جزء منه بكتبه الصادرة عن دار المأمون التي ضمها جناح خاص أعد بهذه المناسبة. وفي نهاية جلسات المؤتمر التي ترأسها الدكتور سعد الحسني والدكتور طالب القريشي
تلا الدكتور لؤي خزعل البيان الختامي الذي جاء بعدد من التوصيات المهمة، فيما وزعت مدير عام الدار الشهادات التقديرية بين الباحثين وأعضاء لجان المؤتمر .