الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حينما يتحوّل الجمال إلى قبح.. فيلم المادة إنموذجا

بواسطة azzaman

حينما يتحوّل الجمال إلى قبح.. فيلم المادة إنموذجا

سيف الدين سلبي

 

أكثر السينمات في العالم جنوحاً إلى الغرابة هي السينما الهوليودية !بل أن السينما الهوليودية عمدت في بدايات « صناعة السينما « الى التحرر من قيود الموزع الخارجي « وفق ما درسناه في الأكاديمية».والتاريخ السينمائي يشهد عبر عشرات ومئات الأعمال السينمائية الأمريكية المنتجة وعشاق السينما ومثقفوها « الولهانين « بشغف متابعتها يرون ماأراه !و بإنشاء صالات سينما في كل أحياء المدن والولايات الأمريكية بهدف تغطية تكاليف الإنتاج الفيلمي من داخل البلاد دون الخضوع لهيمنة الموزع وشروطه القاسية في التعامل مع الفيلم المنجز !وهكذا تحررت السينما من قيود الموزع الخارجي وبدأت هي تفرض شروطها في البيع والتوزيع الخارجي !وخلاف ذلك تعتبر أنوثة المرأة منتهية فور ظهور التجاعيد في بشرتها « كما نلاحظ ذلك في أحداث الفيلم» بحكم أن التقدم في العمر أمراً ليس بالطبيعي !

فيلمنا اليوم يحمل عنوان « المادة « The  Substance مرة، سألت النجم السينمائي الراحل نور الشريف : مارأيك في السينما الأمريكية ؟- أجاب : السينما الأمريكية قائمة على الحركة والإبهار!وفيلمنا اليوم  ينتمي الى نوعية السينما الصادمة ، عبر توجيهه نقداً لاذعاً للمؤسسات الجراحية والتجميلية التي تعتمد على الصورة النمطية كما يجب أن يكون عليه المرأة وقوامها.والشخصية المحورية في القصة لـ « اليزابيث سپاركل « تؤديها ببراعة فائقة النجمه المعروفة « ديمي مور « والبديل المستحدث هي « سو» تقوم ببطولتها النجمة الشابة « مارغريت كوالي « التي تمتلك مواصفات الراقصة الحسناء ذات الجسد الممشوق والتي تتغذى على « المادة « الموجودة في جسد  سپاركل !

و سيناريو الفيلم عبارة عن مشاهد دامية ، مرعبة ومضحكة أحياناً ، أشاح فيه الكثير من الجمهور أبصارهم عن الشاشة خوفاً وتقززاً بل أن الكثيرين غادروا الصالة دون أن يتحملوا بقية المشاهد. وخلاف هؤلاء ممّن أعتادوا على هكذا أنماط من الأعمال أشادوا به وصفقوا له طويلاً كما فعل النقّاد ومتذوقي هذه النوعية من الأفلام.

- فيلم « المادة « لايكتفِ بخطابه على نقد هذه المؤسسات فقط بل يذهب الى صنّاع السينما والتلفزيون حينما يتجاهلون المواهب الفّذة للممثلين وقدراتهم الفنية وسنوات حياتهم المهنية نظير « جسد يافع يثير الغرائز فقط! تدفع بهم أحياناً الى قرارات تدميرية من هذا النوع حين تلجأ البطلة إليها أملاً بتجديد قوامها على النمط المطلوب لكنه ثمن باهظ مدمر لكل شئ! فيلم « المادة « أو The Sub stance  بطولة « ديمي مور « و» مارغريت كوالي  « وإخراج الفرنسية « كورالي فارغا « .

 


مشاهدات 324
الكاتب سيف الدين سلبي
أضيف 2024/11/10 - 4:56 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 7:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 333 الشهر 9037 الكلي 10052181
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير