الحقيقة السيميائية في سرد محمد المعالي.. شجرة رضا.. إنموذجاً
نجم الجابري
عن دار السرد للطباعة والنشر والتوزيع -بغدادصدرللسارد القاص محمد فرج المعالي مجموعته القصصية الجديدة شجرة رضا تتكون المجموعة من 127 صفحة من الحجم المتوسط ب 17 قصة اغلبها قصيرة
مدخل
آخر يوم هو الهيام الى تخاديد في كبد الصحراء
سيد باقر يستظل بشجرة رضا ويرتدي شماغا احمر يراقب صاحبه وهو بين الحياة والموت في ليلة شتاء بارده وكما يفعلون الابطال بدأ يوم الخلاص وسعيد الاسمر يحلم برجل فضيله ينقذه قبل الحرب ويحقق له له الامنية القى نظرة من بعيد فمعجزات الام يشرحها عبد الستار السائق دائما، إذا كانت السيميائية تحاول البحث عن الكيفية التي تولد النص وان كانت النصوص مختلفة سطحيا ومتفقة عميقا في السيميائيات لاتبحث عن دلالات ظاهرة اومعطاة بشكل مسبق او سابق على الممارسة الانسانية لذا فإن شروط الابداع وربما الإنتاج يترتب عليه تصنيف يطال الدلالة كما يطال السلوك نفسه وبناء على هذا يكون دي سوسير قد أشار الى حقيقة السيميولوجيا بأنه علم لا يكتمل ولم يصل بعد إتمامه ومع ذلك يجعل منه الإطار العام الذي تشتغل فيه اللسانيات وتتداخل هنا السيميائيات والسرديات تداخل واضح حالها حال باقي العلوم المعرفية المختلفة الاتجاهات في معظم قص وسرديات محمد المعالي بل في مجمل متنه السردي في هذه المجموعة هناك إخضاع الحكايات العجيبة وفيها مساءلة النص وان كان القاص قد بنى الياته الخاصة للحكايا عبر قالب نموذجي تراثي عام وهذا ما ظهر على شخصيات أبطاله حينما يقومون من زاوية دلالية داخل البناء العام للنص السردي وتمكنه من ضبط مستويات تنظيم السردية بعد ان يوظف الوظائف ويوزع الشخصيات الاساسية في اصل الحكاية التي انحصرت بين المظلوم البطل،الاصرار.التمرد والقسوة وفي مقاربتها السيميائية نأتي لدراسة النصوص فنحن نسعى لكشف المعنى واكتشافه و تفكيك شيفرة النص،
تحليل النص
عندما تحلل نصا شعريا او نثريا أو قصة سيميائيا نبدأ من العنوان هل له دلالة إيحائية تربطه بمتن النص ام انه مبهم مثير للسؤال ثم ندرس العتبات ان وجدت فيه مثل العناوين الفرعية في قصة تخاديد ثم ننتقل الى المتن ونحلل البنية السردية فيه
وبما ان القصة تصور الحياة اليومية في مجتمع ما وتسلط الضوء على بعض العادات ومعالجتها فها في هذه المجموعة القصص مليئه بالمشاعر الانسانية والمواقف الصلبة ومواجهة المخاطر و مشتركاتها الامل والحب والفراق واليأس والطموح. لقد جاءت قصص محمد المعالي ببلاغة سردية تميز قصته القصيرة كفن نثري تتحلى فيه براعة الكاتب مع الافادة من رشاقة اللهجة الدارجة لقد عمل على الإيجاز احيانا والتكثيف احيانا اخرى وفي لحظة يمكن ان نجد مسار متنه السردي وقصته القصيرة اذا ما استثنينا قصة تخاديد مستهل المطبوع الذي أخذت مساحة واسعة من فضاء المجموعة والمكونة من قصص متناسلة وان كانت ذات نهايات مؤلمة لقد ركز الكاتب في فكرة قصصه على الجغرافيا وان كان الأبطال ليس وهينة المكان وابدع في سرد واقعية مجامعية طافية وثقت مراحل من تاريخ البلاد
قصة تخاديد
ص45 تنتهي القصة وهي من اربع قصص مختلفة ونوعية ابطالها مختلفون لكن الرابط بينهم واحد اما في اخر يوم وحكاية المتقاعد ص 43-52تعالج حالتين إنسانية مختلفة ضمن قالب درمانيكي واضح الابن غير الشرعي والأستاذ المتقاعد في سن 58 المحروم من الإنجاب والتقاء المعاناة وجعل الصدفة وحدها رابط القص واللقاء وسيميائية الحدث الحرمان ونزعات اليوم الأخير والمرض الميؤوس من الشفاء
في قصة سيد باقر العطار ص59 مقاربة لحالة انسانية اخرى اكثر وجعا ملينة بالحرمان والتمني والصبر ايضا اصرار مطرد لوالدك الطفل الاعمى على صنع الحياة ومواجهة الألم بواقعية وتحمل في شجرة رضا عنوان المجموعة ص 60-74 اختار السارد الحديث مباشرة كما في قصة رضا والشماغ الأحمر وكان هو بطل القصتين
اما قصة السقوط في القبر وهي محاكاة لسرد التناسل اما قصة الفتاة التي تركت رضا يسقط في النهر
في الصتين حديث عن واقعية الخيال او العكس او تداخل الواقعيه بالخيال والعكس صحيح
ص77قصة الشماغ الاحمر
وهي معاناة انسانية اخرى وعي مديج من النيثلوجيا الشعبيه والواقع المعاش
ص78-88حياة وموت
قصتان مختلفتان والقاسم بينهما السارد نقسه
قصة الهروب من الخوف والهروب الى الامام في قصة المرأة المدفونة حية
ص88-93ليلة شتاء باردة حلم يتحقق
في القصص المتبقية في المجموعة عبارة عن يوميات تسجل في سنوات مختلفة واعمار مختلفة
الخلاصة
قدم القاص مخمد المعالي مجموعته القصصية الجديدة كواحدة من قصص السيرة الذاتية وقد اظهرت المجموعة براعة الكاتب وثقافته من خلال اخذ المتلقي الى مناطق مكشوفه في مساحة السرد ثم العوده به الى احواء القصص بتكتيك هادف
وقد تلمح اثناء تتبع الاحداث وهو يرسم لك بانوراما حوارية مدهشه ووصف دقيق وشاعري ففي كبد الصحراء يرسم لك بساتين محبة وتلمس براعة حامد فاضل في ادب الصحراء واقتباس توظيفات غابريل غارسيا في مائة عام من العزلة ومرة اخرى ينافس الطيب صالح في موسم الهجرة الى الشمال حينما يستمد من الواقع توصيفات جنسية صريحة
كما قدم القاي ادبا بعاطفية وواقعية متمكنة الاهم ان المعالي لم يناور مع المتلقي في طرحه لتحركات ابطاله ببوليسية وانما مسك زمام السرد واتى به جاذبا لينا مؤثرا
المجموعة اضافة اخرى للمكتبة العراقيه وعلامة داله في المشهد الثقافي السماويال