ربة البيت المعيار الحقيقي لنجاح الأسرة أو فشلها
كمال جاسم العزاوي
لأهمية دور المرأة في الحياة فقد وصفت بنصف المجتمع و المدرسة وأن الجنة تحت أقدامها الجنة فهي الأم العطوف والنصف الآخر للرجل ومديرة المنزل الفذة وغيرها من الأوصاف وسنركز في هذا المقال عن دور المرأة المحوري كمدبرة منزل ناجحة ضمن تشكيلة الاسرة فعلى الرغم من أهمية ومكانة الرجل في العائلة الا أن الفعل المعنوي الغير منظور في بعض مواضعه قد يكون الأهم في مسيرة حياة الاسرة السعيدة فربة البيت هنا المعيار الحقيقي للنجاح أو الفشل التام في مواجهة تحديات الحياة الصعبة والمعقدة الحضور المستديم : بداهة ان التأثير النفسي للتواجد المستمر لربة البيت بين أفراد الاسرة يقابله الفراغ الذي يتركه الرجل بمشاغله خارج البيت سواء كان سلبياً أم ايجابياً ينعكس على الشخصية الاجتماعية لمعيتها وخاصة في السن المبكرة عن طريق التقليد الغريزي للطفل منذ نعومة أظفاره فيكتسب الصفات والأفعال التي يراها ويعيشها كل لحظة بالمشاهدة والتلقين ومحاولة تقليد الفعل وبالنتيجة سيكون الأولاد نسخة متطابقة (الى حد ما) من الشخصية والتصرف بوجهيه الصحيح والخاطئ لتعامل الانساني :من الفطرة التي تلازم المرأة تلك الرقة والرأفة التي حباها الخالق سبحانه بها فكانت هذه الصفة مفتاح القلوب للأبناء والتأثير النفسي والقبول في نفوسهم مقارنة بالرجل الذي يحمل شيئاً من الغلظة في التعامل وهذا بحد ذاته جعل تعلق الأبناء بكيان الام والتأثر بتصرفاته أكثر مما من الأب مما يعطيها ميزة الاستجابة وقبول النصح والتأثر التدبير المنزلي :ان نظرة المرأة الناضجة الى الحياة ومغرياتها تختلف عما ييجول في خاطرعموم النساء فالاعتدال في التعامل مع الاحتياجات النسائية من السلع المختلفة وبخاصة تلك الباهضة الأثمان وهي تدرك لعبة الأزياء والمستحضرات التجميلية التي تلعبها الشركات في استثمار هوس النساء وشغفهن لشراء الأغلى والأكثر جاذبية مهما كان الثمن ومع أهمية هذا الأمر فهناك أوجه اخرى للتدبير المنزلي لا تغفلها المرأة الذكية منها توجيه الأبناء لثقافة الحرص على ممتلكات الاسرة والاستخدام الأمثل للموارد مما يعزز من اقتصاد الاسرة
شواهد ونتائج
كل ما أوردناه من وصف لكيان المرأة في جانبها الايجابي يقابله اتجاه آخر يتمثل بالنموذج السلبي للمرأة وهذا أمر طبيعي فالمجتمعات لا تخلو من المتناقضات سواء كان الرجل أم المرأة ولكن المشهد هنا سيختلف وسيقود النموذج السيء للام أو ربة البيت الى تفتت الاسرة وضياعها وبخاصة في غياب رب الاسرة أو قلة تأثيره الايجابي في الأبناء ويبدو ذلك واضحاً من تجارب الآخرين وما نشهد من قصص من واقع مجتمعنا فتلك سيدة حملت على عاتقها عبء المسؤولية بعد فقدان رب الاسرة فأوصلت الأبناء الى بر الأمان بصبرها وقوة ارادتها و اخرى انقذت اسرتها من الضياعه بعد تخلي الزوج والنماذج كثيرة في هذا الاتجاه وأخيراً يمكننا القول أن درجة النضج العقلي للمرأة أو مدبرة المنزل ومستوى تفكيرها وقوة شخصيتها اضافة الى ما اكتسبته من صفات ايجابية كالحرص والتدبير المنزلي والاقتصاد والاختيار الصحيح لسلم الأولويات كل هذه العوامل مجتمعة كفيلة ببناء اسرة مثالية تحمل كل معاني القوة والثبات وتتصف بكل معايير النجاح وبالتأثير النفسي الايجابي بمن حولها من الأفراد بدءاً برب الاسرة وانتهاءً بأصغر نفر يعيش في أحضانها .