هاشيت أنطوان في معرض الشارقة.. روايات مستغانمي وغيرها الكثير
الزمان
لمناسبة اختيار الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية للدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، يسرنا في دار “هاشيت أنطوان”، الناشر الحصري لروايات وكتب الروائية أحلام مستغانمي، أن نطلعكم في هذا الخبر على أحدث كتب مستغانمي، وغيرها من أحدث إصدارات الدار، التي ستكون متوفرة في المعرض.
وكانت هيئة الشارقة للكتاب قد أعلنت عن اختيار مستغانمي شخصية العام الثقافية لمعرض الشارقة هذا العام، تقديراً لجهودها ومنجزاتها في مجال الرواية العربية، حيث احتلت رواياتها قائمة الأكثر مبيعاً في الوطن العربي.
***
كتاب “أصبحت أنت” – إصدار ربيع 2023
في هذا الكتاب، تسرد الكاتبة بصيغةٍ روائية جذابة، ومن القلب، مقتطفات من سيرتها ومذكراتها، بداياتها مع الشعر وبرنامجها الإذاعي الذي أطلقها في الجزائر، علاقتها بوالدها المناضل الجزائري وبوالدتها وباللغة العربية التي كانت من أولى دفعات الشباب الجزائري الذي اعتمدها وتخرّج من جامعاتها، وعيها على القضايا الوطنية في الجزائر الفتية التي حققت استقلالها وما تلا ذلك من قضايا نشوة الاستقلال. هي رحلة ممتعة ودافئة في ماضي الكاتبة، ونصّ محمّل بتفاصيل عائلية وإجتماعية ووطنية تنطلق من الشخصي لكنها تعني الجماعة والمرحلة التاريخية على نطاقٍ أوسع.
سمك ميّت يتنفّس قشور الليمون للكاتب السوري الراحل خالد خليفة
المرأة «التي ميسون ليس اسمها» هي الجميع.
فمَن يعرف مَن في الحقيقة؟ مَن يعرف نفسه أصلا؟
تاريخ شخصي
في هذه الرواية، كأنّنا بخالد يصفّي حساباته مع الزمن، مع جنّته المفقودة، مع تاريخه الشخصي والمدن التي أوجعه حبُّها، مع التناقضات التي تنهش النفس البشريّة والضياع الذي يشتّت روحها، مع اغتراب المرء عن محيطه وعن نفسه.
هنا شبابٌ حاولوا الانتفاض على واقعهم بالموسيقى، والهروب من مصائرهم بكلمات الأغاني، لكنّهم انتهوا أسرى الخيبات المتتالية في مدينةٍ لم تعد تشبه نفسها: يارا أرادت أن تطير. منال كتبت الشعر رغم صفعات أخيها. أنس حاول صنع حياةٍ بعد مروة. سام حاول الهروب من الفساد الذي تسبح في بحبوحة السلطة المستمدّة منه عائلته. وماريانا هربت من أتون حبّها إلى نار الاستقرار.
في النهاية، فشلت فرقتهم الموسيقيّة. وفشلت قصص حبّهم. وفشلوا في استعادة المدينة.
في النهاية اكتشفوا أنّ «الترومبيت لا يكفي لتغيير العالم»، ومضى كلٌّ منهم إلى هزيمته بصمت.
منزل الذكريات للأديب الفلسطيني محمود شقير
لأنّ الفقد شاسع، يُطيل بطلا روايتَي «الجميلات النائمات» و«ذكريات عن عاهراتي الحزينات» إقامتهما في حياة محمّد الأصغر. سناء أفلتت يده باكرًا. غيابها يظلّ عالقًا على السرير، ويطوف في الجوّ بعد استحمامٍ متخيّل. يتمدّد الغياب كعطلٍ يُصيب يوميّات محمد. الشيخوخة لا تخلّف آثارها على الجسد فحسب، بل تهزّ الحدود بين الواقع والمتخيّل. الجميع يغادر الراوي الفلسطيني المُسنّ، إلّا عجوزَي كاواباتا وماركيز الثرثارين. حواراته معهما تخلّف الصدى الوحيد في حياته. يلتقط محمّد الأصغر لوثة البطلين كعدوى، الاستلقاء بجوار الأجساد الفتيّة الهامدة. مُتعة يُطاردها ضمن سياقٍ فلسطيني مفخّخ. هناك صراعٌ متجذّر بين هذيانات الشيخوخة وصلافة الحواجز التي تسوّر مدينة القدس، وبين العجز والسخرية... صراعٌ من أجل النجاة. وهنا، لا نجاة إلّا في الخيال، رغم أنّ الحدود تُحاصره وتُطبق عليه أيضًا. فالأحلام، وإن كانت خلاصًا مؤقّتًا، لا تنجو دائمًا من القبضات القاتلة.
رواية فورور للكاتب العراقي نزار عبد الستار
لم يتخلّص صابر من جِلد أُمّه الأوّل، ولا من جِلدها الثاني المصنوع من الفورور. الفورور هو ذريعة لمطاردة سيرتها من كباريه «مولان روج» في بغداد، وصولًا إلى مصر ولبنان ولندن. هذه قصّة فورور ارتدته مريم فخر الدين وهي تُصوّر أغنية «بتلوموني ليه» لعبد الحليم حافظ في فيلم «حكاية حبّ». إنَّه زمنٌ رومانسيٌّ يتنقّل بين مدن عدّة، أبطاله فيلمون وهبي، وفريد الأطرش، والشهبانو فرح ديبا بهلوي، وعوالمه المزادات الشهيرة في لندن، تحديدًا دار «كريستيز»، وكواليس تجارة الفنّ ودنيا المال والحياة المُخمليَّة. تتخيّل هذه الرواية المُدهشة ما لم يحدث، وما كان يُفترض به أنْ يحدث. إنَّها تصوّراتٌ مُتقَنة يتخلّلها الحبّ الجارف في زمنٍ لم يكن كاملَ الجمال، لكنَّه باهرٌ ويستحقّ أنْ يُسردَ.
فطنة خاصة
رواية نداء القرنفل للكاتب المصري مصطفى موسى
لكلّ واحدةٍ من شخصيّات الرواية قطنتها الخاصّة، كتلك القطنة التي كان يروي بها الشيخ بحبح عطشه في أيّام القحط. القطن نفسه تبخّر لدى وفاته، بينما جثّته تنتظر المادّة البيضاء لسدّ فتحات جسده. ثمّة قطنةٌ لكلّ داء. يصلُ سلّم الارتقاء الطبقي إلى يد جابر الرفاعي وزوجته سامية، فلا يرفضانه، ليصبحا سيّدَي البيت. عائلات تتسلّق وأخرى تهوي إلى القاع. سباقٌ متواصل للانقضاض على الغنائم. عزيز باشا يُورث سلالته أملاكًا مطعّمة بالجنون. جنازته تتزامن مع صخب الحناجر التي تُطالب جمال عبد الناصر بالتراجع عن تنحّيه. زينب تخرج صباحًا من مستنقعات العشش، لتغرق في مستنقعات المرضى وسوائلهم داخل المستشفى. أجيالٌ تتوالى، ونادرًا ما تُفلت من ماضيها، إلّا بطمره تمامًا، فالميراث صلبٌ لا يمكن إزاحته بخفّة. تتّسع الرواية لكلّ هذا. بين القاهرة والإسكندرية وقرية أمّ عزّام تتفرّع القصص، ويمتدّ الزمن... تغوص الأحداث في الواقع المصري، وتُرصد تحوّلات البلاد السياسيّة والاجتماعيّة طوال عقود، لكن من خلال أعين الشخصيّات وخياراتها وأهوائها.
الأشجار تمشي في الاسكندرية للأديب المصري علاء الأسواني
– هل سمعت عن زرقاء اليمامة؟
– لا.
– زرقاء اليمامة امرأة عربيّة عاشت قديمًا. كانت معروفة بقوّة بصر خارقة وكانت قبيلتها تستعملها لاستطلاع تحرّكات الأعداء. بفضل بصرها الخارق كانت تكشف تحرّكات الأعداء مبكرًا ممّا جعل قومها ينتصرون في كلّ حروبهم. وذات يومٍ استطلعت زرقاء اليمامة الطريق وقالت لقومها: «إنّي أرى الأشجار تمشي». فلم يصدّقها أحد. سخر الناس منها واتّهموها بأنّها كبرت وخرفت ثمّ تبيّن بعد ذلك أنّ الأعداء غطّوا أنفسهم بغصون الأشجار وهجموا على قومها وهزموهم وكانوا يستحقّون الهزيمة لأنّهم لم يصدّقوا زرقاء اليمامة. الفنّان مثل زرقاء اليمامة، يبصر دائمًا قبل الآخرين.
ابتسمت ليدا وقالت:
– وأنت ماذا ترى الآن أيّها الفنّان؟
قلت: – الأشجار تمشي في الاسكندريّة...