يوم إنطفأَ جحيم عبد فلك
بغداد- محمد المحمداوي
قضى المطرب عبد فلك، سنة وشهرين، معتقلاً في الأمن العامة، خلال الثمانينيات، لا يعرف الليل من النهار ولا الصيف أو الشتاء ولا لماذا إعتقلوه ولا لماذا أطلقوا سراحه.. وقال فلك لـ(الزمان): من يجرؤ على السؤال حينها، مؤكداً: لكن فوجئت بأخي معتقلاً وبعد أربعة أشهر من إطلاق سراحي سلمونا جثته، على ان أراجع الأمن العامة كل خمسة عشر يوماً.
أيد إعتقاله وإعدام شقيقه الإعلامي فلاح المشعل قائلا: غنى في التسعينيات «إذا النبي غدروا صحابه» فكتب ضدها صحفي جريدة إسبوعية تابعة لعدي إبن صدام حسين؛ فشتموه على منابر الجوامع، وهددوه وهدروا دمه؛ فإختفى، وأضاف: كتبت عنه في حينها، لاعباً على لفظة «نبي» التي تعني «نريد» بالنتيجة إعتقلته الأمن العامة وتشفعت له شخصيات مؤثرة آنذاك، وأطلق سراحه، لكن منعت أغانيه، عائداً بالذاكرة: نهاية الثمانينيات أعدم شقيقه.
ولفت الشاعر حمزة الحلفي: إعتقل نهاية الثمانينيات، لأن شقيقه باسم عضو في حزب الدعوة وأعدم، مفيداً: حوصر فنياً؛ لأن له معدوم من الدرجة الأولى، وعاش يعاني ضنكاً معيشياً وغنائياً، لم تشفع له موهبته الخارقة؛ لأن النظام آنذاك يهمه ضمان الولاء وليس الفن والثقافة بشكليهما الحقيقي.
وواصل الشاعر فالح حسون الدراجي: عرفني إليه عمه أبو واثق، في الثمانينيات، وقدمه لي بأنه موهوب، لكن يعيقه كونه مطرود من العمل ومعتقل لأن أخاه معدوم.. حزب دعوة، سمعته فوجدت صوته جميلاً، فكتبت له ثلاث عشرة أغنية، منه «علواه أرجع صبي» و»والله وكبرنا بسرعة» متابعاً: ومستعد للشهادة بذلك أمام أية جهة تطلب شهادتي؛ لأنني عايشت ظروفه بحكم القرب الإجتماعي الذي يربطني بعمامه أبي واثق وآخرين، ومن ثم أصبحنا أصدقاء في الوسط الثقافي، أشعر بجفلته عندما تطلبه الأمن العامة حيث عاش في جحيم القلق الى يوم الأربعاء 9 نيسان 2003 عندما سقط نظام صدام حسين.