لمن تقرع الاجراس
احلام في يوم بغداد
هاشم حسن التميمي
نقول صباح الخير لبغداد وامينها وولات الامر الذين أتمناهم على امورنا منذ عشرين عاما ولم نحصد الا الاحلام في البقظة والمنام.
وفي يوم بغدا ليسمح لنا اصحاب الشان ان نوجز بعض احلامنا عن بغدادنا التي يصفونها مدينة السلام ولايشعر فيها الا المجرم بالامان وحتى السجين الارهابي منهم ياكل ويسكن وينام ويحرس بالمجان وينتظر انضاج قانون الارهاب ليطلق سراحه ليواصل نشاطه والفاسد تتاح له سبل الافلات من العدالة….. سنترك تلك الشجون ونسرد بعضا مما نتمناه لعاصمتنا. اولها ان تكون نظيفة خالية من الطين والغبار وتصاعد الدخان من المزابل وتلوث الكبريت في كل مكان…. ونحلم ان يستقر رصيف واحد دون ان ينبش عشرات المرات وتهدر المليارات…. بوسعنا ان تعبد شوارع وتصمد مدة بسيطة بدون تخسفات ومطبات لغش الاسفلت… وحلمنا الاكبر ان يهطل المطر ونعيش متعته ويكركر الاطفال تحت زخاته ولايغرقون بوحل المجاري وربما يغرقون في ( المنهولات) التي سرق اصحاب الستوتات والتكتكات اغطيتها بوضح النهار وامام سيارات النجدة المنشغلة بمداعبات الموبايل ووجبات الطعام ( وتسجيم ) البنات وغسل سياراتهم بالشامبو كل صباح ومساء…
لقد تابعنا بشرى انجاز شبكة عملاقة لمجاري المياه الثقيلة زبلن وقالوا انها الاعظم في الشرق الاوسط ومعها شبكة مستقلة لمياه الامطار وهذا الكلام طالعنا اخباره في زوراء مدحت باشا عام 1869 ومازالت الحهود مستمرة والواقع يقول مع اول زخت مطر تغرق ام الدنيا وخوفا عليها وضعها الفنان الراحل محمد غني حكمة في نصب بغداد في مكان مرتفع جدا خوفا عليها من الغرق او التحرش الجنسي لاسيما انها على مقربة من كلية.. اهلية..! نامل ان ماتزرعه الامانة بحهود كبيرة ان تشمله رعاية السقي والتشكيل الجمالي للاشجار ولاتترك للجفاف والاهمال وان لاتسحق هذه النباتات تحت اقدام المشاية انتقاما من يزيد ابن معاوية والشمر ابن جوشن وحرملة اللعين… وياليت ان ترفع الامانة ماتجمعه من انقاض المنهولات ان ترفع الاكياس ولاتترك المطر يعيدها لمكانها وتغلق كل المنافذ…
وتشكر امانة بغداد برفع التحاوزات لكنها تهيا هذه الاماكن لتحاوزات اكبر واخطر والمثال غلق مشاتل شارع فلسطين وتحويلها لفلل وقصور شخصية حرص اصحابها ان تكون مشابهة لواجهات بيت عدوهم في البيت الابيض… ولعله من المفارقة ان المقر الرئيس للامانة محاط بخرائب التجاوزات…وصار الحلم الاكبر للمواطن ان يحد موقفا امنا للسيارت فلا تتوافر في اغلب المولات او امام الدرائر الحكومية والعمارات السكنية والمحلات التجارية وحتى الجامعات التي تمتلك عشرات الدونامات لاتوفر كراجات لاساتذتها ومنتسبيها وتحدث كل صباح نزاعات ومنافسات ومنكفات للحصول على موطىء قدم مما يعكر المزاج ويتسبب بتاخير الالتحاق بالدوام يفترض ان لاتمنح اية اجازة بناء دون تخصيص مساحة لوقوف السيارات تتناسب مع طبيعة كل بناية… ومازلنا ننتظر الحزام الاخضر الذي تحدث عنه باشوات العهد الملكي ولم ينجز لا حزام اخضر ولا احمر بل نفايات عن مداخل العاصمة تستقبلنا وتودعنا والغبار كل عام يقتل مايشاء من المصابين المساكين بالربو… واخر دعونا ان لايحدث السطو على حديقة الزوراء ويبتلعها حيتان الاستثمار ..لقد ان الاوان لاقرار قانون التخطيط المعماري لبغداد ومعه قانون انشاء عاصمة حديثة في مكان مناسب تكون فعلا بغداد الجديدة ولاتشابه بغداد الجديدة الحالية مجاور مدينة المشتل… هذه بعضا من احلامنا ونحتفظ بالاخرى لاستحالة تحقيقها مثل المترو والنقل العام ودوائر بلدية مثل دوائر العالم. وشارع للثقافة اقترحناه ولم تعلق الامانة واستكمال اعمار مباني ساحة الميدان خاصة تلك التي شهدت حفلات ام كلثوم وهي ايلة للسقوط…نعم من حقنا نحلم بعاصمة حديثة وتطوير ثوري لوسط المدينة فبغداد لا تقتصر على حارة شارع المتنبي والعجيب ان الامانة ابلغت اصحاب المحال بغلق محلاتهم ومكتباتهم في يوم بغداد وكانه اضراب عام وليس احتفال لهذا العام …!؟ وفي العام السابق عمدت الاحهزة الامنية لقمع المثقفين ومنعهم من حضور الاحتفال حفاظا على حياة دولة رئيس الوزراء وتبين انه تغيب عن الاحتفال …؟!