طهران: مذكرة المحكمة الدولية الصادرة بحق نتانياهو موت سياسي لإسرائيل
بودابست تدعو نتانياهو إلى المجر في تحد لمذكرة التوقيف
طهران, (أ ف ب) - وصف قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي مذكرتَي التوقيف الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بأنها «النهاية وموت سياسي» لإسرائيل.وقال سلامي في كلمة بثها التلفزيون الإيراني الرسمي «هذا يعني النهاية والموت السياسي للكيان الصهيوني، وهو كيان يعيش اليوم في عزلة سياسية مطلقة في العالم فيما لم يعد بإمكان مسؤوليه السفر إلى دول أخرى».وفي أول رد فعل رسمي من ايران، وصف سلامي إصدار مذكرتي التوقيف بأنه «خطوة مرحب بها» و»نصر كبير لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية»، المدعومة من الجمهورية الاسلامية.وانتقدت اسرائيل وحلفاؤها قرار المحكمة الجنائية الدولية الخميس إصدار مذكرتي توقيف بحق نتانياهو وغالانت.وقد أصدرت المحكمة أيضا مذكرة توقيف بحق قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
مذكرة توقيف
وأصدرت المحكمة مذكرتَي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت «في قضايا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» ارتكبت خلال حرب اسرائيل ضد حماس التي اندلعت اثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على اسرائيل في 7 تشرين الاول/اكتوبر 2023.ولاقى هذا القرار تنديدا من نتانياهو ومن حلفاء اسرائيل بينهم الولايات المتحدة لكن مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان رحبت به وبينها منظمة العفو الدولية.ومن حيث المبدأ، من شأن قرار المحكمة أن يقيّد تنقّلات نتانياهو إذ يتوجّب على أيّ من الدول الأعضاء الـ124 في هذه الهيئة توقيفه في حال دخوله أراضيها.
وفي بودابست أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الجمعة أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه عن المحكمة الجنائية الدولية.وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية “لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتانياهو للمجيء إلى المجر حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».وبحسب أوربان، فإن “القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية» ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».وبعد أكثر من عام على بدء الحرب في قطاع غزة، أصدرت المحكمة الخميس مذكرتَي توقيف في حق بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ما أثار غضب إسرائيل.
الى ذلك دعت الصين الجمعة المحكمة الجنائية الدولية إلى الحفاظ على «موقف موضوعي وعادل» بعدما أصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري ردا على سؤال بشأن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة في حق نتانياهو «تأمل الصين بأن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقا للقانون».
غارة ليلية
على صعيد آخر أعلن الجيش الاسرائيلي امس الجمعة أنه قتل خمسة من أعضاء حماس في غارة ليلية على بيت لاهيا في شمال قطاع غزة من بينهم قائد سرية النخبة وقائد سرية أخرى، قال إنهم شاركوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.وقال الجيش في بيان «خلال ليل الأربعاء الخميس، تم بتوجيه استخباراتي من جهاز الأمن العام الشين بيت والتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي ضرب البنية التحتية للإرهاب» في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.وأضاف «تم تصفية خمسة من حماس، بينهم جهاد محمود يحيى الكحلوت، قائد سرية النخبة في حركة حماس، ومحمد رياض علي عوكل، قائد سرية أخرى»، وانهما «قادا غزو الأراضي الإسرائيلية في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر».وتابع «هما كانا من بين قادة القتال في شمال قطاع غزة ضد جنود الجيش الإسرائيلي، لال العملية الجارية حاليا في المنطقة».وأسفرت غارة أخرى قرابة منتصف ليل الأربعاء الخميس (22,00 ت غ) في منطقة بين بيت لاهيا وجباليا عن مقتل وفقدان العشرات، وفقا لمصادر طبية في القطاع.وباشر الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية كبيرة في شمال قطاع غزة في السادس من تشرين الأول/أكتوبر لمنع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم فيها على ما أفاد.من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بالتعاون مع جهاز الأمن العام «الشين بيت» تم «اغتيال قائد وحدة الصواريخ التابعة للجهاد الإسلامي خالد أبو دقة الاربعاء الماضي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي».وأوضح الجيش «كان خالد أبو دقة يعمل داخل المنطقة الإنسانية في دير البلح في وسط قطاع غزة. وكان مسؤولا عن قيادة وتنفيذ العديد من الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين والجنود الإسرائيليين في السابع من تشرين/اكتوبر ومنذ ذلك الحين، قاد أبو دقة هجمات صاروخية ضد التجمعات في جنوب إسرائيل».وأشار الى أنه اتخذ العديد من الخطوات قبل الغارة للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والاستخبارات والمراقبة الجوية.واندلعت الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية، وامتدت الحرب إلى لبنان حيث فتح حزب الله «جبهة إسناد» لغزة ولحليفته الفلسطينية.وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 44056 شخصا على الأقل واصابة اكثر من 104268، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
قرارات جديدة
الى ذلك قالت إيران أمس الجمعة إنها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة» ردا على قرار تبنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.وأيّد مشروع القرار الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت على ما أفاد مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس. ولم تستطع فنزويلا المشاركة.بعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لوكالة فرانس برس إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».والجمعة جاء في بيان مشترك صادر عن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانية «أصدر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أمرا باتخاذ إجراءات فعالة، بما فيها وضع مجموعة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة وبأنواع مختلفة في الخدمة». وذكرّ القرار الذي أقر الخميس في فيينا والذي له أبعاد رمزية في هذه المرحلة، إيران ب»التزاماتها القانونية» بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي صادقت عليها في العام 1970.وقام الدبلوماسيون الغربيون الخميس في فيينا بانتقاد صارم لإيران ونددوا بالتصعيد الإيراني فيما تحدثت السفيرة الأميركية لورا هولغايت عن نشاطات نووية «مقلقة للغاية».وتنفي طهران أن تكون لديها طموحات نووية على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة.وتلزم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الدول الموقعة، الابلاغ عن موادها النووية ووضعها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وأبرم اتفاق نووي بين طهران وست قوى كبرى في العام 2015 في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.وردا على انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، بدأت طهران التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو برنامجها النووي وتوسّعه إلى حد كبير.
فزادت إيران مخزوناتها من اليورانيوم العالي التخصيب بشكل كبير ورفعت عتبة التخصيب إلى 60 بالمئة، لتقترب بذلك من نسبة الـ90 بالمئة اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وقد حدد الاتفاق النووي مع إيران المعروف رسميا باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة» والذي فشلت مفاوضات في إحيائه في العام 2022، معدل التخصيب الأقصى عند نسبة 3,67 بالمئة.