نحو إدارة مائية مشتركة لهور الحويزة
محمد بهجت ثامر
وصفت اليونيسكو الاهوار في العراق بأنها “ملاذ تنوع بايولوجي وموقع تاريخي لمدن حضارة ما بين النهرين”، وذلك بعد اعلان إدراجها في لائحة التراث العالمي عام 2016، كما انها وصف بـ “فينيسيا الشرق” اذ تمتاز بتوفر عنصرين هامين هما عراقة التاريخ وغنى الطبيعة وهو ما أعطاها أهمية كبيرة اذ تعد مهد الحضارة السومرية القديمة وتمتاز بنظام بيئي فريد من نوعه يعود لآلاف السنين يشترك العراق وايران بهور الحويزة، وهو من اجمل واكبر مناطق الاهوار العراقية، ويشغل مساحة تبلغ نحو (3000) كم2 ، يقع (80) % منها ضمن الحدود العراقية ويقع الجزء الآخر ضمن الحدود الايرانية. أي ان خط الحدود بين البلدين يمر في وسط الهور ليقسمه اداريا فقط، لانه بيئيا وايكولوجيا وهيدرولوجيا يشكل نظاما طبيعيا واحدا. يتغذى هور الحويزة من مصدرين رئيسين في العراق وايران، وهما نهر دجلة ونهر الكرخة ، ادرج هور الحويزة ضمن المواقع الرطبة حسب اتفاقية رامسار اذ يتم اختيار المواقع الرطبة استناداً إلى أهميتها الدوليّة من الناحية البيئيّة، النباتيّة، الحيوانيّة، الهيدرولوجيّة . وبناءً على ذلك، فإن أي أرض رطبة تستوفي على الأقل واحدًا من تلك الأهميّات ضمن تسعة معايير مُحدَّدَة يُمكن أن تُسجَّل من قبل السلطة وتُضاف إلى قائمة رامسار، وتنص اتفاقية رامسارعلى ضرورة المحافظة على الأراضي الرطبة وحسن استخدامها من خلال التعاون الدولي على المستوى المحلي والإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة في العالم . اذ يعاني هور الحويزة من انخفاض مناسيب المياه فيه مما أدى الى نفوق ملايين الأسماك وهجرة الطيور وانقراض الاحياء المائية، الامر الذي يتطلب تفعيل التعاون والتنسيق المشترك بين العراق وإيران وفق الانظمة والقوانين الدولية لضمان لتامين الإيراد المائي وتأمين الحصة المائية المغذية لهور الحويزة وتنميته اذ قد يوضع الموقع في قائمة المواقع المهددة بالخروج من لائحة التراث العالمي .